بقية الكرام
رياض الاقاحى
شعر الطيب النقر
توطئة لا بد منها:
الى ربيب الكرم،وتؤام النجابة،وصِنو المروءة،الى من رزقه الوهّاب جلاء فى الذهن،وبسطة فى العلم،وسعة فى الفضل،الى الذى لا يضاهيه أحدٌ فى أريحيةُ طباعهِ،ورصانة لبهِ،وصلابة عودهِ،وبُعد هِمته،الى العالم الثبت،والأخ الحانى،البروفيسور حسن عبدالرازق،الذى عمل على سد عوزى،وتثقيف عقلى،ورفع ذكرى من بعد الله عزّ وجل،اليه أُهدى هذا الثناء الذى حتماً سوف يثير حفيظتهُ،ولكنه يبرهن على أن اياديه السابغات التى أحالت حياتى القاحلة التى لم يكن يترقرق فيها غير السراب الى جنة وارفة الظلال،تلك الأيادى أُقدرها أحسن تقدير،وأضعها فى نفسى فى أسمى مكان.
بقية الكرام
بدرٌ لاح لى وكوكبِ
أحال ليلى لصباح أشهبِ
كم كنتُ تائهاً دونه
ذو لب حائر وفؤاد معذبِ
جهم المُحيا لا يُرى
الا ساهِماً وللجبين مقطبِ
فتاً تأوبتهُ الغموم
حتى غدا التشاؤم له مذهبِ
بات الهم ضجيعهُ و
أمسى الموت غاية له ومطلبِ
إلا أن تداركتهُ رحمة
الاله فأزجى له حنوٌ مهذبِ
أباك يا محمد بقية
الكرامِ من الطائى وجُندبِ
ما أن يُقرع بابهُ حتى
يصيح متهللاً أهلاً بك ومرحبِ
أندى العالمين بناناً
وجوده عمّ الغريب والأقرُبِ
خطل اليدين لله درّه
فيضهُ فاق الغمام الصيبِ
غيثُ المعروف وبحر ال
نوالِ الندى من نداهُ يُعتبِ
وادى الندى ونجعة ال
مكارِم سل عنهُ مشرقِ ومغربِ
هو كما عهدناهُ دائماً
جزلٌ مبسوط الذراعينِ أغلبِ
أباك يا محمد روضةُ
يؤول اليها كل ظاعنِ مُغرّبِ
لا يرى عند ولوجُها
إلا رغد العيش وبرود المشربِ
رجلُ لا تُحصى مناقِبهُ
وإن يُحصى الحصى والأترُبِ
اننى إن أكُ مثل أباك
نهاية امالى وغاية مطلبِ
يا مْن أوسع لى كنْف
رحمته وزاد عنى بنابِ ومخْلبِ
إننى فى مدحكُم مُقِلٌ ول
ست آرانى فى ذاك بِمُذنبِ
فمن ذا الذى يحصِى النوى
وتحوى يداهُ الغبار الأصهبِ