من الرسائل التي وردت إلينا

أحبابي الراحلون

الأستاذ المربي حسن ملا عثمان في رحاب الله

حسن ملا عثمان

عبد الله الطنطاوي

كنت مساء الأمس الثلاثاء - 24/ 11/ 1425هـ - 4/ 1/ 2005م – أطالع في كتاب أستاذي المربي الكبير حسن ملا عثمان (الطفولة في الإسلام: مكانتها وأسس تربية الطفل) الذي كان أهدانيه في 12/ 12/ 1996 أرسله إليّ من مدينة الرياض – مهاجره القسري – وكتب كلمات لطيفة في الإهداء، تعبر عن ذوقه الرفيع، وحبه لتلاميذه، ووفائه للأيام الخوالي، أيام كنا نلتقي في ثانوية الغزالي بحلب، وفي بيته، وفي مركز الإخوان، لا نخشى من عيون المخبرين والجواسيس، ولا من عدوان عناصر المخابرات، ولا من البعثيين الذين كان لنا منهم أصدقاء، نختلف معهم، ويبقى الودّ بيننا، ثم اجتاحتهم الجوائح (البعثية) الانقلابية الثورية فيمن اجتاحتهم من أبناء الشعب السوري، من سائر الفئات والأحزاب والجماعات والجمعيات والنقابات، بعد انقلاب آذار.

أطبقت الكتاب في الساعة الواحدة والنصف من صباح الأربعاء – اليوم - وكتبت – كعادتي قبل أن آوي إلى فراشي – هذه الأسطر، كانت بعنوان: (أنا حزين) قلت فيها:

أنا حزين

ولا أدري سبباً لحزني هذا

كنت قبل أربع ساعات أسهر مع بعض الإخوان.

أحسست في نفسي انقباضاً.

نهضت من مجلسي، واعتذرت وغادرت المكان مسرعاً، من دون أن تمتدّ يدي إلى طبق الفواكه.

حاول الأخ صاحب البيت وإخوة آخرون أن أتناول شيئاً، فاعتذرتْ يدي، ولساني مشلول.

عدت إلى البيت، ومددت يدي إلى قسم الأطفال في مكتبتي المتواضعة، فوقعت على كتاب أستاذي حسن ملا عثمان (الطفولة في الإسلام..)..

ترى.. كيف حالك في حلب يا شيخي؟

وكيف حال حلب؟

كيف وجدتها بعد غيابك الطويل عنها؟"

أويت إلى فراشي، فجفاني الكرى، ونمت بعد أن صليت الضحى..

رنّ الهاتف، وقال المتكلم:

- عظم الله أجركم.

صحت: خير؟ وأجركم.. مَنْ؟

قال: الأستاذ حسن ملا عثمان.

صحت: ماله!

قال: انتقل إلى رحمة الله.

صحت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. متى؟

قال: البارحة الساعة الحادية عشرة ليلاً.

همست: إنا لله وإنا إليه راجعون.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إلى جنة الخلد يا سيدي.

* * *

وازدادت غربتي ففقدُ الأحبة غربة، وصالت بي الذاكرة وجالت، واستحضرتْ أحبابي الذين رحلوا في مهاجرهم القسرية، وحمدت الله على أن توفَّى هذا الأستاذَ الجليلَ في مدينته حلب.. أما من ماتوا بعيدين عنك يا حلب، ويا دمشق، ويا حماة، ويا حمص ويا سواها، فكثر.. كثر.. أتذكر منهم في هذه اللحظات الحزينة: عشرات..من بعض رجالات سورية من العلماء، والسياسيين، والدعاة، والأدباء، والشعراء، والصحفيين، الذين عرفتهم، وجالستهم، وأفدت منهم، وهناك أحبة آخرون لم تستحضرهم الذاكرة الآن، كانوا كلهم يحبون أن يعيشوا في وطنهم في سورية الحبيبة.. ليخدموا شعبهم وأمتهم، ويقفوا في وجه الأعاصير التي تريد أن تعصف بوطنهم الصغير (سورية) وبوطنهم العربي الكبير، ولكن الطواغيت طاردوهم، وطاردوا عشرات الآلاف من أمثالهم الذين ما يزالون يعيشون في المنافي؛ في الصين، وفي الهند، وفي ماليزيا، وأفغانستان، وباكستان، والعراق، وسائر الدول العربية، وفي الدول الأوروبية جميعها، وأمريكا وكندا.. لم يبق بلد في الدنيا إلا وارينا فيها أحبة كراماً، ولا توجد بقعة فوق الأرض ليس فيها سوري منفي، وكلهم من الخلاصات، من الأحرار الأبرار المعروفين بكفاياتهم، ومروءاتهم، وتضحياتهم.

* * *

يا حسرة عليك يا سورية

يا حسرة على المروءات التي قتلها الطواغيت في نفوس الكبار، ووأدوها قبل أن تنمو في نفوس الأطفال.

ويا حزني عليك يا سيدي، وأستاذي، وشيخي: حسن ملا عثمان.

يا من حرموا منك مدارس سورية وجامعاتها، وكان طلابها أولى بك من سواها، فقد كنت من الأساتذة العلماء القلائل العليمين بعلم النفس، والفلسفة، والمنطق، والتربية.

كنّا نعّد ثلاثة في هذه الميادين في سورية.. وكنتَ واحداً منهم.. ظلموك، كما ظلموا الشعب السوري كله.. بكل طوائفه، وأحزابه، ورجالاته، ولم يستثنوا أحداً منهم..

حتى الطائفة العلوية التي يُحْسَبون عليها لم ينج أبناؤها، ولا عشائرها، ولا سياسيوها، ولا عسكريوها، ولا أدباؤها، ولا شعراؤها منهم..

واسألوا: من قتل الدكتور محمد الفاضل حقيقة لا كلام مخابرات.

ومن قتل الأستاذ الإعلامي الأديب منير الأحمد، ابن شاعر العرب في العصر الحديث: بدوي الجبل.

ومن قتل الشاعر الكبير الدكتور أحمد سليمان الأحمد – أخا بدوي الجبل – في باريس؟

واسألوا.. من سرّح الضباط من آل نعيسة وسواهم من الضباط العلويين الذين لم يوافقوهم على سياساتهم الطائفية؟

ومن سجن الدكتور عبد العزيز الخير؟

ومن اعتقل وحاكم وحكم الخبير الاقتصادي الدكتور عارف دليلة؟.

لقد قال لي أحد أصدقائي من الضباط العلويين:

"أنتم يحاسبونكم، يعتقلونكم، يعذبونكم، أما نحن العلويين، فيصفّوننا جسدياً.. ولهذا تراني بعثياً أنا القومي السوري الذي فتحت عيني على السياسة في أحضان الحزب السوري القومي الاجتماعي.. وغيري كثر.. صاروا بعثيين، وكانوا وما زالوا – عقيدة لا مظهراً – شيوعيين وقوميين سوريين.

وكذلك فعلوا بالبعثيين (العقائديين)..

قتلوا من المؤسسين: الأستاذ صلاح البيطار.

وشردوا من قادة الحزب ومؤسسيه: الأستاذ ميشيل عفلق، والأستاذ أكرم الحوراني، والأستاذ عبد الفتاح زلط، والأستاذ خالد الحكيم، والأستاذ خالد الجندي، والأستاذ حمود الشوفي، وعشرات أمثالهم..

فعلت الطغمة التي حكمت سورية منذ الانقلاب المشؤوم في الثامن من آذار 1963 بكل أبناء الطوائف والأحزاب مثل ما فعلت بالعلويين والبعثيين.

ولكن.. بنسب متفاوتة، فقد كان نصيب جماعة الإخوان المسلمين أكبر – بكثير – مما نال سواها من الشيوعيين، والاشتراكيين، والشعبيين والعلويين، والدروز والأكراد، ، وسواهم، مع أن حافظ أسد قال – بعظمة لسانه – "لا علاقة للإخوان المسلمين فيما يجري على الساحة" وبناء عليه فاوضنا ونحن معتقلون في السجن.. كان يمثله العماد حكمت الشهابي، رئيس الأركان العامة، واللواء علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية، واتفقنا، وخرجت من السجن، وأفرج عن 422 أخاً ثم نكثوا ما تعاهدنا عليه، وتركوا سورية تسبح في بحار من الدماء.. وما تزال مظالمهم يضج منها أهل الأرض..

* * *

تُرى هل هذا رثاء لك يا سيدي وأستاذي؟

أو أنك تراه رثاء للوطن الذي تاه أربعين عاماً وما يزال؟

تقدّم فيها كلُّ الناس، وبقي الوطن السوري متخلفاً.. يرزح تحت وطأة ظلم لم يعرفه حتى أيام الاستعمار.

ليته بقي يراوح مكانه..

كان وما يزال يتراجع، ويتراجع، حتى صرنا أضحوكة بين الناس.

وفي مؤخرة العالم الثالث..

حتى الأفارقة وكثير من دول العالم الثالث سبقونا في كثير من الميادين..

ميادين الحريات، والديمقراطية، والتعددية، والتداول السلمي للسلطة.

إنني أبكي فيك وطناً حقُّه علينا عظيم..

أبكي فيك العلم، والخلق، والدأب في العطاء..

أبكي.. وإن العين لتدمع

وإن القلب ليخشع

ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.

إلى الأحبة

د.عثمان مكانسي

[email protected]

كتبتها حين ودّعت المدرسين في ثانوية دبيّ عائداً إلى الأردن في الثلاثين المتمم لأيلول من عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين ... بعد تدريس ثلاثة عشر عاماً معه الأصدقاء فيها....

ذكـر الـمحب لمن يحب دواء
أمـا إذا كـان اللقـا.. iiلوداعه
مِـن بعد ما كان المكان iiيضمّنا
كـل يـنـاجـي إلفَـه iiبمحبة
أشـتاقهم وهـمُ قريبٌ iiجمعُهم
وتـحادثٌ ، وتشاوُرٌ ، iiوتحاورٌ
صـرنا إلى أيدي iiسبا..فكأنني
أأكـون ضيفاً قد أتاكم زائـراً
هذي الحياة، نكون يوماً iiهاهنا
فـإذا بنا يمضي كبرقٍ iiخُلَّـبٍ
ولـربّما ساء الصديقَ فراقُنـا
لـكنني ، والله يعـلم iiسـرَّنـا
ولأنتـمُ خفقُ الفـؤاد iiونبضُه
* * ii*
عـذراً إليكم إن بدَوْتُ مقصّراً
فـإذا قـبلتـم زلّتي أحسنتُـمُ
ولـكم من "العثمان" كلَّ iiتحيّـة
















ولـقـاؤه.. بعد الغيـاب iiدواء
أضـحى ممِضّاً، دونه iiالأرزاء
سـنواتِ عمر ، فيئها iiأنـداء
والأنـس يـغمر جـوَّه اللألاء
فـي كـلّ آن بسـمة iiولقـاء
فـتؤول رأيـاً بعدهـا iiالآراء
وكـأنهم .. والهفتي .. iiغرباء
أمضي سريعـاً ، مثلما الأفياء؟
يـحيا بنـا الإصباح iiوالإمساء
ولـربّما ذكرى ، سمَتْ iiبيضاء
ولـربّما فـرحتْ به iiالأعـداء
أرجـو لكم خيراً ، وفيَّ وفـاء
والكل في ودّي الصريح iiسواء
* * ii*
يـوماً ، فعذري أنني iiخطّـاء
والـفـضل منكم دائمٌ iiمعطـاء
تـاءُ، وحـاءٌ ، يا بشدٍّ ii،هـاء

ليكن عاماً سعيداً
وكل عام وانتم وعائلتكم ومن تحبون بصحة وخير وسلام وامن وطمأنينة
د. عمار قربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع خالص تقدير لكم على ذلك الموقع الجميل والفعال في الشعر العربي الذي يلم كل ماهو جميل

ولكن عندي ملاحظة حول القصيدة " اليتيمة " في الكتابة الإملائية .. مثل
هَـلِْ بـِالُّـطـُلــول ِ ( وليس هـل بالطـاول(
الطلول :- جمع طلل وهو ما بقي شخصاً من أثار الديار
-- --------
ما يبكي الغـَـمـامُ : ( وليس الغيوم (
---------

ولا أ دري هل توجد هناك أ خطاء إملائية غير هذه .. لأننا لم أتفحص الشعر كاملاً . لكنني أظن أنه يوجد بيت ناقص لم يذكر

-----

كذلك في نسب الشعر لشخص معين .. وهو لدوقلة المنبجي .. بما أن الرواة أختلفوا في تحديد هوية ناظمها . فمنهم من نسبها إلي علي بن جبلة المعروف بالعكوك . و منهم من ذهب إلي أنها لأبي الشيص . وأدعى فريق ثالث أنها لدوقلة المنبجي وطبعاً هو شاعر مغمور لا يعرف له شعر غيرها ولم تتحدث عنه كتب الادب .
وقد اخذت هذه المعلومات من كتاب جمهرة أشعار العرب .
هذا ولكم خالص تحياتي

علي الشافعي ..
اليمن - صنعاء

[email protected]

كل عام و أنتم بخير

آملا أن يكون عام آخر الكوارث الطبيعية و السياسية

نزار ب. الزين

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الأديب عبد الله الطنطاوي المحتــــــــرم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته. مع شكر جزيل و امتنان لما تقدمون على صفحات هذا الموقع. وشكر لما
اخترته من نتاجي فنشرت قصيدة قبل الوداع التي كنت أعتز بها في شبابي و أستحيي منها في هذه الفترة وخاصة أن الأمة في ظروف لا تتوافق مع هذا النوع من الشعر، لكن لم يكن بين يديكم من نتاجي غير هذه القصيدة.
كما أن السيرة الذاتية قديمة منشورة في معجم البابطين.
وجزاكم الله خيرا على هذه المبادرة. و سنتواصل بإذنه تعالى ، و ها أنذا أرسل لكم قصيدة جديدة.
شعر مصطفى الـزايد
[email protected]