شاعر الدعوة الإسلامية محمد منلا غزيل
الله أكبر.. الله أكبر
كُسِفت شمس العربية .
مات صاحب الصبح القريب قبل أن يلحظ أنوار فجره..
مات رفيق عمر أبي ريشة
أجل توفي زميل أبي فراس الحمداني
وهم شعراء منبج والفقيد من أبنائها.
منبج لبست ثوب الحداد
والباب أسرعت وهي تمسح دموعها بالأمس لشهدائها
وتعود اليوم سخية على من جعل في الباب وحلب للإسلام منارات
صوتها يدوي بمحمد وراية محمد
ودين محمد عليه السلام.
أشهد أنه من أولياء الله ولا أزكيه على الله ..
لمست له كرامة وكنت شاهد عيان فيها .
تقولون ماكرامته !! انتظروا .
صلى عليك الله ياعلم الهدى وصفته لنا قبل أن نسمع بوفاته
( أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة.. أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر .. وكان رزقه كفافا فصبرعلى ذلك ..
عجلت منيته .. قلت بواكيه .. قل تراثه )
مات لايملك إلا بنطاله الممزق
ولو انتسب للحزب لكان مليارديرا .
في رأسه كل دواوين العرب ..
وكل شعره عن الإسلام ومجد الإسلام وعقيدة الإسلام :
أخا الإسلام تسري في دمائي
أعاصير العقيدة و الضياء
وفيض الحق جياش بقلبي
يموج بعطر قرآن السماء
كل حفلات المولد النبوي
وكل الافراح والتعازي
هو صوتها وشاعرها.
كل حفل في حلب هو فارسه
كل شيوخ الجهاد يصافحونه وهم به فرحون ..
العماد طلاس كان يعتز بمصافحته ويطرب لشعره وهو صديق له رفض عونه .
لغته فصيحة ..
عباراته جميلة يخاطب بها كل العقول ويشعر المستمع بمتعة فكرية لغزارة أفكاره ونباهته
باع نفسه لله ..
من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين ..
لباسه متواضع ..
وأكله بسيط ..
أبغض التفاخر ورأى أن الدنيا متاع قليل ..
يجمع بين الإلقاء والإبداع والأسماء والحوادث والمناسبات .
درويش على باب الله ..
عاش فقيرا ومات فقيرا ..
اذا رأيته ظننت أنه خارج من قبره هذه اللحظة ؟؟
أعطيه إحسانا وتشجيعا لشراء ثوب جديد فأجده في اليوم الثاني يحمل كتبا للتوزيع المجاني كهدايا !!!
وفعلها مرة بمبلغ كبير وضعته في يده لشراء ثوب جديد جاءني ليعطيني نسخة من كتاب يوزعه هدايا .
غريب الأطوار.. غريب الهندام !!!
ثائر الشعر ابدا !!!
سكن مع أخي عدنان في غرفة بسيطة أيام الدراسة في جامع قاضي عسكر بحلب .
نال ظهره من عصى الأمن بغزارة وكل طلبهم أن لا يتعرض لهم فأبى !!!
لسانه أقوى من سياطهم !!
رأسه الصغير صار ورما لكثرة مانال من جلد وصفع واعتقل مرات ومرات ؟؟
لايطيق سماع داعية يصرخ من التعذيب
فيلبي النداء بلعن الظالمين لا بين أربع جدران بل علنا وفي حفلات المولد والهجرة وبدر والفتح .
صدقا كنت أخاف من دعوته إلى حفل اسلامي فأقيمه سرا خوفا من جرأته على الجيل الناشىء ومن عين الرقباء
والمخبر اسمه عين .
أنا أخاف من حضوره حفلا لأني سأرى غدا دزينة من شباب الإسلام في سجون الظلم وظلام المعتقل ؟؟؟
انصحه فيقول :
لاتعذلوني فإن العذل يولعني
قد قلت حقا لكن لست اسمعه .
يطرق عليّ الباب مسرعا فأخرج فإذا بضيف كريم عزيز عفيف ويأبى الدخول
يقول فقط أريد بلغة .
جاءني مبلغ من شيخ بابي مغترب فوضعته عند كافل اليتامى و الأرامل الجندي المجهول في ميدان الخير أبو ماهر الشيخ ويس رحمه المولى قلت له ادفعه له بالتقسيط
فقد يبقى نفسه جائعا ويشتري بالعطاء كتبا اسلامية ودعوية للاهداء ..
هذا غرامه وهذه آماله !!!
صدقوا .. صدقوا
فلست ممن يقول مبالغة أو أوهاما
إن ربنا جل جلاله له ناس قيل فيهم
إن لله عبادا فُطَنَا طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا لكنه هو رحمه الله اقتحم امواجها
إذا رأى أمواج الفتن لم يهرب بل اتخذ صالح الأعمال سفنا.
ميزته التحدي لأعداء الإسلام من رسميين وأمنيين وحزبيين
هو مقاتل دوما ..
سلاحه بين فكيه
سلاحه لايشهره إلا علنا وفي وجوه
الكبار والطغاة .
جرأته نادرة يقول للأعور ياأعور
دون خوف ولا مجاملة ولا لف ولا دوران
هجا مرة الكبار وسمى مجلس القمة بمجلس القمامة .
أراح موته كتاب التقارير والمخبرين وسياط التعذيب
وكان العماد طلاس يفرد به تحت ظلال النجوم والتاج لكنه يسمع بعد يومين أنه في السجن
وعمادنا أديب ذواقة وعنده شهامة
عربية تسيقظ أحيانا وتغفو أخرى .
كان فقيدنا رحمه الله من ضيوف سجن هنانو يوم قامت الوحدات بجهادها في حلب !!!
لملمت كل أحرار الباب ومنبج
ومن رحمة الله خلاف سابق بين فرع وفرع فخرجنا بجلدنا سالمين بعد أن جلدت أنا لأني رفضت الاغتسال عاريا
وخطبت الجمعة في غرفة عدد روادها ثلاثون وهي لاتتسع لعشرة وكان معنا لحية بيضاء هي لحية الشيخ جمعة ابو زلام مفتي منبج رحمه الله .
ضموا هذه الزهرة لثقافتكم :
سار في دروشة وهذه كلمته
أخذت في جيبي مبلغا جيدا وخرجت لأفتش عنه فوجدته عند مخفر الخيالة واقفا وليس بيننا موعد بادرني قائلا :
إن قلبي يحدثني أنك ستعطيني شيئا
قلت من أنبأك هذا !!
قال : نبأني العليم الخبير ؟؟
كان شعار شاعرنا :
أنا إن عشت لست أعدم قوتا
وإن مِتُ لست أعدمُ قبرا
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حُرٍّ ترى المذلة كفرا
وإذا ماقنعت بالقوت عمري
فلماذا أزور زيدا وعمرا
في مقر أبي ريشة في المكتبة الوطنية بحلب كان حفل كبير يضم بين جنابته خيرة مثقفي حلب وهو يحاضر
قال أحد المستعمين استاذ منلا مامعنى قول محمد ( هكذا حاف ولا كلمة عليه السلام )
نعم .. نعم
مامعنى قول نبيكم وهو عليه السلام ليس نبينا فقط بل هو إمام الأنبياء وسيد البلغاء وأفصح من نطق بالضاد
وخذوا مواقفه من الجاحظ في القديم والرافعي في الحديث في مجال الطهارة
وهي عنوان الإسلام.
رأيت وزيرا ممن يعيرنا بالرجعية رأيته واقفا يبول في أول الشارع عند عوجة الكيالي وجرى بوله لمسافة مترين ؟؟؟
ما اسميه عيب !!!
وأخيرا ماذا كان جواب الغزيل ؟
قال عليه السلام لمن يريد البول لاتستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرقوا أوغربوا .
قال الغزيل المستظل براية محمد عليه السلام ..
قال كلاما سياسيا صادق عربية
شخوا على الشرق وشخوا على الغرب .
عقيدتنا شريعتنا .. فلا وطن ولا شعب
عقيدتنا شريعتنا .. فلا شرق ولا غرب
اجل يامنلا .. رحمك الله :
لا شرقية ولا غربية هي هي إسلامية
هكذا كنت تهتف في شوارع حلب
وذكاؤك هنا جعل كل أدباء حلب يصفقون
شخوا على الشرق وشخوا على الغرب .
رحمك الله أيها الغزيل فأنت إن شاء الله ممن صدقوا ماعاهدوا الله عليه .
فنحن في قاموس العلمانيين
رجعيين وعملاء ؟؟؟
نحن راجعون لشرف العروبة ومجدها
أيدينا لم تلوث برشوة ولا سرقة
ونقولها عالية
ياهذه الدنيا أصيخي وأشهدي
إنّا بغير محمد لانقتدي
ويقول عنا الحزب القائد ومفكروه عملاء !!!!
مرحبا بالعمالة
لمحمد عليه السلام وهديه.
إلى شيخ أدباء حلب الخل الوفي للغزيل الأستاذ الكبير عبد الله الطنطاوي حفظه الله
لاتجزع أعظم الله أجرك.
إلى كل شعراء العرب تعازينا
وإلى العماد أبي فراس دموعنا
إلى أبناء الدعوة الإسلامية
إلى رابطة الأدب الإسلامي
إلى رابطة أدباء الشام
إلى خريجي جامع أبي بكر الصديق في الباب ازرفوا الدموع على من أنار جماهير المسجد وكل نقشبندي يبكيه فقد رفع الراية المحمدية وأدمع العيون بها .
فقد بكيته بدموع حرّى كما تبكي
أم على عزيزها
بكيته نجما كان يضئ الظلمات
وقمرا يشع نوره في الإسلام
وأخيرا
سقط اللواء ..
ومات الشاعر الدرويش .
أعظم الله أجركم
سيزول ليل الظالمين وليل بغي مجرم
سيزول بالنور الظلام ظلام عهد معتم
وسيشرق الفجر المبين ويرتوي القلب الظمي.
أنا مؤمن بالنصر للإسلام للنهج السوي الأقوام
انا مؤمن بالنصر للإيمان للوعي الأبي المسلم
سنعيدها غراء إسلامية يا أمتي
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 647