أغلى شهادة
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
فقد كان مِنْ حقِّ صديقنا العلامة الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ عبد الحكيم الأنيس الشآمي السَّلامي بعدُ، أنْ يتسعَ ذرعُ تقريظي إيّاه لأكثر مِنْ هذا الذي ستَسمعونه بُعيد هذا التقديم الموجز، ولكن ما العملُ وظروفُ الحياة القاسية، وصوارفُ الصروف المتمادية تحولُ بين المرء وما يتمناه؟
وقد حملتُ على نفسي ما وسعني الجهدُ فلم يقعْ لي ما أرتضيه، حتى حدَّثتني نفسي بالإضراب عن كتابة شيءٍ ولو على نحو الإلماع، مُعتمِداً على حُسْنِ ظنِّ شيخنا الأنيس -آنسَ اللهُ تعالى به غُرْبة العلم- بهذا القاصر.
وبينا أنا على هذه الحال من الإقدام والإحجام إذا ببريقٍ من الأمل يلوحُ لي مِنْ بعيد، فتسعفني القريحة ببضعة أبياتٍ غير أبيّات، في تاريخ المناسبة المباركة، أرَّختُ بها حيازة صديقنا الأستاذ الأنيس لشهادة الدكتوراه.
وغيرُ خفيٍّ على أساتذتنا الفضلاء أنَّ نظم التاريخ يُقيِّد الناظم بالقافية المُتضمنة لحساب مفرداتِ مادة التاريخ، فلا يتسنّى له اختيارُ البحر والقافية على ما يرومُه، فليتقبَّلْ زميلُنا الشآمي تحيةَ أخيهِ ومُحبِّهِ الشريف البغدادي
وإنَّ بساطاً حِيكَ مِنْ نسجِ تسعةٍ
وعشرين حَرْفاً عنْ معاليهِ قاصرُ
***
تاريخ حيازة العلامة المُحقِّق الأستاذ الشيخ عبد الحكيم محمد الأنيس شهادة (الدكتوراه):
عبدُ الحكيم أنيسُ النـْ نفوسِ بدرُ السِّيادَهْ
أصابَ في كلِّ بابٍ منَ العلومِ مُرادَهْ
بهِ ربوعُ المعالي زهتْ ولا زَهْوَ غادَهْ
ومنهجُ البحثِ طوعاً إليهِ ألقى قيادَهْ
فمِقْولُ المجدِ يَشدو بمُسْتفيضِ الإشادَهْ
مُوثِّقاً باختصارٍ نصاً خلا مِنْ زيادَهْ
بعلمهِ الدهرَ أرِّخْ: دونَّ أغلى شهادَهْ
60/1041/ 315
وسوم: العدد 671