أحمد دحبور يلتحق بالرّاحلين الكبار
غيّب الموت ظهيرة السّبت 8-4-2017 الشّاعر الكبير أمد دحبور، ليلتحق بالكبار محمود درويش، سميح القاسم، غسان كنفاني، توفيق زياد، جبرا ابراهيم جبرا، اميل حبيبي، سلمان ناطور وغيرهم.
وكما قال الراحل سميح القاسم:"إذا مات الشّعراء، فإنّ الشّعر لا يموت" أي أنّ الشّعر الأصيل سيخلّد شاعره. ودحبور الذي غادرنا وهو يحلم بالعودة إلى مسقط رأسه في حيفا، سيرتاح جسده الذي أنهكه المرض في "المتاح من الوطن"، سيرتاح و"حكاية الولد الفلسطيني" ترفرف فوق مرقده الأخير"، وستبقى أغنياته لفرقة "العاشقين" تصدح في حناجر أبناء شعبه.
أحمد دحبور ذلك العاشق الوديع لم يخف من الموت، لكنّ عينيه بقيتا تجاه حيفا، يغادرنا وفي ذاكرته الشّيء الكثير الذي لم يقله، عن عذاباته وعذابات شعبه في المنافي والشّتات، وتحقّق بعض حلمه بالفردوس المفقود عندما عاد إلى "المتاح من الوطن".
أحمد دحبور واحد من الشّعراء الكبار الذين سيفتقدهم الشّعر العربيّ، والثّقافة العربيّة، لن تضيع أناشيده وهو يصدح "اشهد يا عالم علينا وع بيروت" لم تفارقه البسمة وهو في قمّة المعاناة من "الفشل الكلويّ، عندما زرته أنا والأديب ابراهيم جوهر والأستاذ عماد الزّغل في مستشفى هداسا عين كارم، ابتسم لنا، فرح بنا واستقبلنا كإنسان معافى، وعندما أنشد أمامه الأستاذ الزّغل قصيدة "الولد الفلسطينيّ" استمع إليه باهتمام بالغ، وكأنّه ليس شاعر القصيدة، عندما سألنا عنه ممرّضة عربيّة تعمل في القسم الذي يرقد فيه، لم تكن تعرف عنه شيئا، لكنّها شعرت بأنّه مريض مختلف عن بقيّة المرضى.
أحمد دحبور سامحنا لأحزاننا عليك يا شاعر النّبوءة والفرح. فالرحمة لروحك والعزاء لأسرتك ولشعبك، وسيبقى اسمك مع الخالدين.
وسوم: العدد 715