حقائق لا يمكن تجاوزها

هناك في  حياتنا حقائق لا يمكن تجاوزها ، بل لا يستطيع المرء  العاقل المرور عنها ، ولا قفز عن حقيقتها .

 حقيقة علينا وعيها  ، أن حياتنا تبدأ بالميلاد وتنهي بالموت ، حقيقة ربانية مقررة ، أن كل الموجودات ستفنى ، ولا أقول تعدم   ، فالذي يصنع البداية لا يعجزه أن يصنع النهاية .

حقيقة أخرى لا يغفلها العاقل أن الجزاء من جنس العمل ،  وأن قبض أجر الأعمال مؤكد في القوانين والشرائع ، وأن مبدأ التواب والعقاب مؤكد أيضا ، بل هو صورة لمبدا العدل .

حقيقة أخرى  نلمسها في حياتنا ، نراها  أن التغيير سنة ماضية في الحياة ، فكل من لم يتجاوب مع سنة التغيير فسوف يتبدد ، وسوف ينتهي ، وهي حقيقة لا تقبل الشك والربب ،   كون حركية التغيير ثابتة  ، مادامت الحياة مستمرة .

حقيقة مقررة أن الضعف والقوة أمران  متلازمان، فلا الضعيف يظل ضعيفا ، ولا القوي تدوم له القوة ، ولا الضعيف يظل أبد الظهر ضعيفا  ، حقيقة  تؤكدها حركية التاريخ  .

ومن الحقائق التي لا يمكن لعاقل تجاوزها أن الدنيا تقاد بالعلم وأن طلب الآخرة بالعلم ، بل شؤون الدنيا كلها تساس بالعلم ، و أن قوة الجهل قوة  مدمرة ، فالأمم تتصدر بالعلم ، وتتأخر بالجهل.  

حقيقة أخرى لا يختلف حولها اثنان أن النفس تميل للاعتدال وترفض الغلو ، أن التطرف بكل أشكاله  صور للتخلف،   تخالف الفطرة السليمة ، لهذا نرى أن مشاريع التطرف لا يكتب لها النجاح ، ولو غرتنا أهازيج دعايتها، وأن عاقبتنا الفشل ، لهذا فترسيم مناهج الاعتدال هي الأسلم  لحياة مستقرة سعيدة. 

وتبقى الحقيقة أن النجاح ثمرة العمل  ، وأن التفاؤل باب السعادة ، وأن الأحزان و إن طالت لا تدوم ، وأن الخير باق  لا تعدم جوانبه،  وأن الصداقة في الحياة  كنز ثمين  ، وأن التجارة مع الله هي باب السعادة الكبرى ، وهي  أفضل الأعمال  ، نحسبها تجارة مربحة لا تبور .

وسوم: العدد 1080