أكتب أفكارك بكلمات
أَحْسِبُ أَنَّ مِنْ فَوَائِدِ وَحَسَنَاتِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ فِي عَالَمِ الْفِيسْبُوكْ ، اكْتِسَابَ مَهَارَةِ التَّعْبِيرِ الشَّفَوِيِّ وَاكْتِسَابَ مَهَارَةِ التَّعْبِيرِ الْكِتَابِيِّ ، وَهِيَ نِعْمَةٌ ، وَ قَدْ وَجَدْتْ أَنَّ الْكَثِيرَ مِنْ الْأَصْدِقَاءِ تَطَوَّرَتْ مَهَارَاتُهُمْ وَتَحَسَّنَتْ أَسَالِيبُهُمْ ، وَالْبَعْضَ الْآخَرُ اسْتَعْمَلَ لُغَةَ الْمُحَاكَاةِ وَالتَّقْلِيدِ كَأَوَّلِ خُطْوَةٍ لِشَقِّ طَرِيقِ عَالَمِ الْقِرَاءَةِ وَالْكِتَابَةِ .
وَ أَنَّ لُغَةَ التَّعْبِيرِ عَنْ مَكْنُونَاتِ النَّفْسِ ، وَإِخْرَاجِ خُلَاصَاتِ أَفْكَارِنَا بِالْعَصْرِ عَنْ طَرِيقِ التَّفَاعُلِ اللُّغَوِيِّ ، لَا سَبِيلَ لِذَلِكَ سِوَى بِالْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ ، فَهُمَا وَسِيلَتَانِ لَهُمَا بَالِغُ الْأَهَمِّيَّةِ فِي تَطْوِيرِ مَوَاهِبِنَا ، وَتَحْسِينِ خِبْرَاتِنَا .
الْمُهِمُّ أَنْ نَضَعَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا هَدَفَنَا الَّذِي يَسْكُنُنَا ، نَطْرُقُ أَبْوَابَ الْكِتَابَةِ فِي الْبَدْءِ بِمَرَاحِلِهَا الْقَاعِدِيَّةِ الْأُولَى ، نُحَاوِلُ نَتَوَاصَلُ بِلُغَةٍ بَسِيطَةٍ ، على أن تكون سَلِيمَةٌ فِي مَبَانِيهَا ، قَدْ تَكُونُ جُمَلًا بَسِيطَةً مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ وَمَفْعُولٍ بِهِ ، وَقَدْ تُحَرِّرُ جُمَلًا اسْمِيَّةً مِنْ مُبْتَدَأٍ وَخَبَرٍ ، لِتُطَوِّرَ بَعْدَ ذَلِكَ مَهَارَاتُكَ وَتَتَحَسَّنَ ، لِكِتَابَةِ نُصُوصٍ قَصِيرَةٍ تُعَبِّرُ عَنْ عَوَاطِفِكَ وَأَحْلَامِكَ ، تُعَبِّرُ عَنْ أَشْيَاءَ عِشْتَهَا فِي وَسَطِكَ الْقَرِيبِ ، وَبِفِعْلِ مُمَارَسَةِ الْقِرَاءَةِ وَالْمُطَالَعَةِ ، فَسَوْفَ تَتَشَكَّلُ لَدَيْكَ جُمْلَةٌ مِنْ الْمَوَارِدِ وَالْخِبْرَاتِ ، سَوْفَ تَكُونُ سَنَدَكَ لِوُلُوجِ عَالَمِ الْكِتَابَةِ .
لَعَلَّ الْمُهِمَّ أَنْ أَنْصَحَ أَبْنَائِي الطَّلَبَةَ ، اسْتِغْلَالَ تَطْوِيرِ مَهَارَةِ الْكِتَابَةِ بِوَاسِطَةِ إِنْشَاءِ نَوَادِي الْكِتَابَةِ ، فِي الْمُؤَسَّسَاتِ التَّرْبَوِيَّةِ ، أَوْ اسْتِغْلَالَ فَضَاءَاتِ الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ ، كَمَا كُنَّا نَفْعَلُ فِي زَمَنِ زَهْوِ مَنْظُومَتِنَا التَّرْبَوِيَّةِ ، حِينَ كُنَّا نُشَكِّلُ فَضَاءَاتِ وَأَرْكَانَ الْأَنْشِطَةِ الثَّقَافِيَّةِ فِي أَقْسَامِنَا ، فَكُنَّا نُسَمِّي : هَذَا رُكْنُ الْكَاتِبَةِ وَهَذَا رُكْنُ الْمَجَلَّةِ الْحَائِطِيَّةِ ، وَهَذَا رُكْنُ النَّادِي الْعِلْمِيِّ وَالْمَتَاحِفِ ، كُلُّ هَذِهِ الْأَنْشِطَةِ كَانَتْ مُحَفِّزَاتٍ لِتَطْوِيرِ مَهَارَةِ الْكِتَابَةِ ، وَبَعْثِ سَنَّةِ الْمُسَابَقَاتِ الثَّقَافِيَّةِ بَيْنَ الْأَقْسَامِ فِي الْمُؤَسَّسَةِ الْوَاحِدَةِ وَقَدْ تَتَعَدَّاهَا لِلْمُقَاطَعَاتِ التَّرْبَوِيَّةِ ، كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغِلَّ الطُّلَّابُ بَعْضَ الْفَضَاءَاتِ التَّوَاصُلِ الَّتِي تَهْتَمُّ بِشَأْنِ الْكِتَابَةِ وَتَطْوِيرِ مَهَارَاتِهَا وَ هِيَ كَثِيرَةٌ ، بِشَرْطِ أَنْ يَتَوَفَّرَ الْأَوْسَاطُ النَّظِيفَةُ الْ
وَأَنْتَ تَشُقُّ طَرِيقَكَ فِي هَذَا الْعَالَمِ الْجَدِيدِ ، اِكْتُبْ وَعَبِّرْ عَنْ أَفْكَارِكَ وَأَحَاسِيسِكَ فِي كَلِمَاتٍ ، قَدْ يَرَاهَا الْبَعْضُ رَكِيكَةً في بدئها ، وَقَدْ تَتَعَرَّضُ لِلسُّخْرِيَةِ مِثْلِي ، مِنْ الْمُتَفَيْقِهَةِ ؛ وَلَكِنِّي أُشَجِّعُكَ و أحملك أن تواصل سبيل هدفك ، فَأَقُولُ لَكَ : اكْتُبْ وَعَبِّرْ عَنْ مَخْزُونِ طَاقَتِكَ ، عَبِّرْ عَنْ شِحْنَتِكَ الْمَخْزُونَةِ دَاخِلَكَ بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ ، فَمَنْ يَدْرِي أَنَّهُ سَيَكُونُ لَكَ شَانٌ يَوْمًا مَا ، فَانْطَلِقْ لِلْعَلْيَاءِ ، وَلَا تبالي، ولا تَلْتَفِتْ لِلْوَرَاءِ .
فَسَوْفَ تَذْكُرْ كَلِمَاتِي يَوْمًا مَا حِينَ يُصْبِحُ لَكَ بَيْنَ الْأَقْلَامِ الْمُبْدِعَةِ مَكَانٌ ، وَ يُصْبِحُ لَكَ بَيْنَ الصَّفَحَاتِ أَصْدِقَاءُ وَ قُرَّاءٌ ، هَذِهِ رِسَالَتِي الَّتِي مَا زَالَتْ أُنَافِي فِي حَيَاتِهَا ، أُبَارِكُ كُلَّ جُهْدٍ يَتَّجِهُ صُوفُ تَشْجِيعِ الْكِتَابَةِ وَ الْقِرَاءَةِ ، فِي أَوْسَاطِنَا الَّتِي لَا تَحْفِلُ وَلَا تُشَجِّعُ النَّشْءَ مِنْ الْجِيلِ الصَّاعِدِ ، كَيْ يَحْتَلَّ لَهُ مَكَانًا بَيْنَ جُمُوعِ الْقُرَّاءِ وَ الْكُتَّابِ فِي عَالَمِنَا الْعَرَبِيِّ وَ حَتَّى الدَّوْلِيِّ ، وَ ذَلِكَ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا .
وسوم: العدد 1106