لا تركع لسافل ..لا تهاب اعتقال

ماجد زاهد الشيباني

أغنية في الفضائية السورية:

ماجد زاهد الشيباني

·  قدَراً، حوّلت مؤشّر ( الريموت كونترول ) نحو الفضائية السورية ، فسمعت هذا الجزء من الأغنية ، تؤدّيه المغنّية ، بلهجة حماسية واضحة ، وكأنها في حالة حرب !

·  لست من هواة الأغاني وسماعها ، لكن الكلمة التي تلفت نظري ، بجمالها أو معناها ، تعلق في ذاكرتي ! وقد علقت هاتان الجملتان في ذاكرتي ، فوراً ، بمجرّد سماعهما ! وأهمّ عامل ، ساعد على رسوخهما في الذاكرة ، هو كونهما تغنَّيان على الفضائية السورية !

·  الذين يحفظون أسماء المطربين والمطربات ، أخبروني أن اسم المطربة هو: أصالة نصري ..

·  استغربت ، إلى حدّ الدهشة ، أن تصدر مثل هذه الجمل التحريضية ، من دمشق ! ولم أحرص على سماع بقيّة الأغنية ، لأعرف ما إذا كان المخاطَب بالجملتين ، هو المواطن السوري ، أم هو مواطن آخر، قد يكون فلسطينياً تحت حكم الصهاينة ، أو هو مواطن في دولة في أوروبا ، أو أمريكا ، أو سواهما ! فبيت القصيد ، من وجهة نظري ، ومربط الفرس ، ومحور الاهتمام الوحيد ، هو كون الجملتين تنطلقان من دمشق ، ذاتها.. دمشق الخاضعة لحكم أسرة أسد !

·  أسوأ نظام اخترعته شياطين البشر، لتركيع المواطنين ، وإذلالهم ، واعتقالهم .. هو نظام آل أسد ، الذي يحكم سورية ، ويتربّع سادته في قصر الشعب ، بدمشق !

·  فكيف .. ولماذا !؟

ـ كيف سمحت أجهزة الرقابة السورية ، بهذه الجمل التحريضية ، التي تمسّ قلب كل مواطن ، في سورية ، وعقله ، ووجدانه ، وكيانه كله .. وتحرّض كل مواطن ، بحروفها، وألفاظها ، دون أن تقصد .. تحرّض المواطنين على العصيان و التمرّد ، ضدّ آل أسد ، وزبانيتهم .. الذين يركّعون مواطنيهم ، بل يدمنون تركيع المواطنين ، ويستعذبونه ، ويتباهون به ، ويشعرون بنشوة هائلة ، وهم يمارسون عملية التركيع للناس ، من أبناء وطنهم !

ـ لماذا سمحت أجهزة الأمن الأسدية ، بمجرّد ذكر السفَلة ، في سياق التحريض على عدم الركوع .. وهي تعلم أن السفالة ، عندها ، هي: الأصل ، والأساس ، والطبع ، والحرفة ،  والهواية ، والفنّ .. وهي الغذاء الذي تأكله ، والماء الذي تشربه ، والهواء الذي تتنفّسه !؟

ـ وكيف ، ولماذا .. سمحت أجهزة الأمن الأسدية ، في سورية ، بالتحريض على نزع الخوف والرهبة .. من الاعتقال ، مع أن الاعتقال هو السيف اليومي ، المصلت على رؤوس المواطنين السوريين ، جميعاً ، صباحَ مساء ! وهو وسيلة الإرهاب وبثِّ الرعب ، في أيدي زبانية آل أسد .. التي يفاخرون بها العالم ، كله ، قديمه وحديثه ، المتمدّن منه والمتخلف !

ـ حتّى لو كان المخاطَب بهذه الكلمات ، هو المواطن الفلسطيني ، الرازح تحت الاحتلال الصهيوني .. فكيف يكون أثرها ، في نفس المواطن السوري ، الذي يعاني من سفالة أجهزة الأمن الأسدية ، أضعاف مايعانيه المواطن الفلسطيني ، تحت حكم الصهاينة !؟

* أعترف بأني مازلت مستغرباً ، إلى حدّ الدهشة ، صدور هذه الكلمات في دمشق ، ومسروراً ، بهذه الجرعة التحريضية ، الرائعة حقاً .. لمواطني سورية ، الرازحين تحت سلطة الاحتلال الأسدي البغيض ! لكني أعترف ، بعجزي عن تفسير ذلك ، بعد أن دقّقت في هويّة القناة جيّداً ، مخافة التوهّم .. فتأكّدت من كونها الفضائية السورية ! وتأكّدت من كون ( النبلاء !) الذين يحكمون بلادنا ، هم هم .. ! فهل ثمّة مَن يعرف التفسير!