كان يا ما كان في سيرة الفلوس والنوايا والنفوس
كان يا ما كان في سيرة الفلوس
والنوايا والنفوس
د.مراد آغا *
[email protected]
أولا وقبل كل شيء ونتيجة للأزمة العالمية الراهنة المستمرة والقاطنة في نفوس عشاق
الفلوس من جامعي الأموال من رجال الأقوال والأعمال بمافيهم صناديد الأوطان مابين
ظالم ومظلوم وحارم ومحروم
وان
كان للفلوس وخير اللهم اجعلو خير بهجتها وفرحتها ومطاردينها وقانصينها أبى من أبى
وشاء من شاء من مالكي العباد والأشياء في مختلف الأصقاع والأرجاء في عالمنا العربي
الكبير ملفى الكبير والصغير والمقمط بالسرير
وان
كان اقتصاد أيام زمان المبني على مايسمى اقتصاد ماملكته اليد أو ماأعطاه الله او
اقتصاد تحت البلاطه والبقجة والمطاطة فقط كان اقتصادا عظيما لأنه اقتصاد الفقط لاغير
أي بعيدا عن شبح القروض والشرشحة والرضوض والتي فرضها علينا اقتصاد الغرب سننا
وفروض حتى أدخل اقتصادياتنا الهشة مرحلة الاهتزازات والرضوض بشكل علني ومقصود
حقيقة الأمر وهذه حقيقة قد بدأ الغرب باكتشافها لكنه يتأخر عمدا في اقرارها وهي أن
الاقتصاد الحقيقي المبني على ماملكت ذات البين من دولار ويورو وين هو الاقتصاد
الحقيقي وماعداه حكي بحكي عالواقف والمنجعي والمرتكي
ولعله بداية مايسمى اليوم بالاقتصاد الأخلاقي أي اثيكال ايكونومي أو الايثيكال
بانكينغ
ethical economy or ethical
banking
وعذرا على استعمال اللغة الانكليزية واقحامها في مقالنا العربي بالصلاة على النبي
العربي وعذرا على استعمال مصطلحات تقنية نتوخى عادة تحاشيها لتبسيط الأمور وابتعادا
عن أية استعراضات وفزلكات وعراضات متمنين فهمها وهضمها من قبل الجمهور العريض هذا
والله أعلم
لكن وباعتبار أن مصدر الهزة واللذة كان من بلاد الأمريكان أي الأمري-كان وهذا أمره
تعالى في القصاص من مقتنصي الأموال وقراصنة وحيتان الاقتصاد في العالم أجمع بدءا
بعالمنا العربي فقد ارتأينا لامناصا لاستخدام ماسبق من مصطلحات تعقيبا على مايمر
من آفات وآهات
ولعل الأموال العربية المتداولة في أسواق المال العربية والتي تمثل النذر اليسير
مقارنة مع المال العربي المتداول في أسواق العالم الغربي والتي تم شفطها وقنصها
الآن عالناعم وعالواقف والنايم بشكل مستمر ودائم والتي كان أحرى بها أن تستخدم في
اطعام واكساء الجياع والعراة في عالمنا العربي والذي وبكسر الهاء تشكل نسبة الأموال
الشفط والشحط والنصب والاحتيال جزءا كبيرا منها وبالتالي تم تطبيق عقابه تعالى في
أن مابني على باطل فانه سيزول بالكامل
ولعلي من مشجعي مايسمى بالأعمال الخيرية الكبرى والتي تنص على قيام الأثرياء في
مايعرف اليوم بمصطلح فيلانتروبيا أو الأعمال الخيرية فئة الخمس نجوم
Philantropia
حيث
نجد بعضا من كبار أثرياء العالم يتبرعون بجزء كبير من دخلهم السنوي للأعمال
الخيرية على مستوى العالم ويتغلب هنا وللأسف الأعاجم على الأعراب كما وكيفا
فأكثر متبرعي الأعمال الخيرية على مستوى العالم هم من العجم وأكثرهم تبرعا مؤسس
شركة مايكروسوفت بيل غيتس ومن بينهم كبير محركي البورصات والاستثمارات جورج سوروس
والذي يقوم بقنص ثروات حيتان الاقتصاد وعلى رأسهم الأعراب ومن ثم يقوم بتحويل جزء
من تلك الأموال الى تبرعات للفقراء في مشاريع خيرية حول العالم
لذلك ولعلهذا الحال الأخير والمشابه اليوم لحال جابر عثرات الكرام في تراثنا
العربي أي صورة البطل الصنديدالذي يقتص للفقير من الغني أي يعاقب أهل الجشع والطمع
بقنص أموالهم ومن ثم تحويلها لمن سحبت وشفطت منهم أي فقراء هذا الزمان وكان ياماكان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
وان
نظرنا اليوم الى اقتصاداتنا قشة لفة مع كم عود وناي ودفة نجدها اقتصادات هشة ويمكن
انهيارها بهبة ريح مع كم مكنسة ومقشة
وان
كانت بعض الحكومات العربية تبث وتبعث بالتطمينات والمهدئات الى أسواقها بأن شيئا ما
لن يحدث ولن تتأثر البلاد والعباد بحالات القنص والاصطياد المالية العالمية لكن
الحقيقة الدقيقة هي أنه أصغر دول اوربا الغربية وأضعفها يعادل اقتصادها على الأقل
نصف الاقتصاد العربي قشة لفة وبالتالي عندما تتأرجح وتترنح بلدان مثل أمريكا ودقي
يامزيكا وأوربا واليابان فان بلاد العربان لايمكنها أن تكون بأمان لأنه وبصراحة
لايوجد اقتصاد راسخ أو مبني على اسس واقعية اللهم مجرد أوهام بأوهام وبالتالي فان
مانجا من شفط وشحط الغرب له من رؤوس الأموال العربية المنجعية في البنوك والعقارات
الغربية سيتم التهامه بالأسواق المحلية وبالمعية
لذلك وان كنا نريد أن نستعيد رمقا ومجدا ماليا ضائعا علينا التخلص أولا من نظريات
الغرب الوهمية في الاقتصادات الائتمانية والاتجاه بدلا منها الى الاقتصاد الأخلاقي
والموجود أصلا في تعاليم الدين الاسلامي وتطبيق سياسات القروض الدقيقة أو الصغيرة
والتي أبدعها البروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والذي نشر
أفكاره في مجال مساعدة الفقراء باقامة مشاريع صغيرة تكفي رمق الفقير وترفعه من حالة
التعتير ومن على الحصير في مؤسسة غارميين العالمية
ومايلي بعضا من الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر والتي تشهد رواجا كبيرا مقابل
التقهقر في النظرية الاقتصادية الائتمانية الحالية
ناهيك عن العودة الفورية الى المشاريع الزراعية المعتمدة على التقنيتات الحديثة
وتشجيع الهجرة المعاكسة من المدن الى الأرياف وهذا سيضمن اكتفاءا ذاتيا على الأقل
في المجال الغذائي ناهيك عن مكافحة البطالة الحقيقية والمقنعة الهائلة الحجم في
عالمنا العربي
اضافة للتوقف عن الاستثمار في الخارج وتحويل الاستثمارات الزراعية منها أولا
والصناعية ثانيا الى العالم العربي نفسه والاستفادة من الخبرات العربية البحتة وهي
كثيرة جدا مع الاستغناء التدريجي عن الخبراء الأجانبومصاريفهم الباهظة الثمن وان
كان استخدام هؤلاء وخاصة في دول الخليج يهدف في أغلب الأحيان وعلى مبدأ عقدة
الخواجة الى الحصول على ميزات وتسهيلات حكومية وغيرها على مبدأ انو النشمي من
الأعاجم وصل مضاربكم وداس بساطكم وياهلا بالضيف بالشتاء والصيف وابشر طال عمرك
ياخسا وياحيف ومايرافقها من نصب للمناسف والمعالف وماتثمر عنه من هدر للغذاء
والأموال في استعراضات الضحك على اللحى في هوبرات أذهلت حاتم الطائي وجعلت من
ولائمنا وبذخنا أمر هزلي واستثنائي
نتمنى أن يكون درس الانهيار الاقتصادي الغربي كافيا ووافيا هذه المرة وعادلا في
الاقتصاص للفقير من شافطي الخيرات والثروات ومن أبقوه على الحديدة بحلة حزينة
وجديدة والذين وهذا يشمل العديدين من عديمي الضمير من عشاق الفلوس والحرير والذين
أنهكوا البلاد والعباد وأجلسوهم قشة لفه عالحصير من قراصنة عالمنا العربي
وعذرا من كل شريف جمع ثروته بعرق جبينه حقا وحقيقة وقام بمايمليه عليه ضميره تجاه
معذبي ومساكين هذا العالم العربي الكبير هذا والله أعلم.
*حركه كفى