من المستفيد من قتل العريضي والانفجار
فكّر فيها :
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
منذ مدّة آليت على نفسي ألاّ أُصدر
الأحكام كي لا أُتهم بالتحيّز، بل أضع النقاط فوق الحروف ليقرأ المُتابع الحدث بكل
تفاصيله وهو يحكم ، وقبل الخوض في هذا الحديث وجدت على نفسي لزاماً أن انقل ما
وردني من أخبار بتجرد كامل وعدم التعليق .
والخبر الأول : من الدائرة الأضيق لرأس
النظام ، بأنه هناك صراعاً خفياً بين الأجهزة الأمنية المُتعددة وتفلت وانقسام ،
وضعف السيطرة المركزية أو هناك مُهادنة مابين الرأس والبعض في انتظار حسم الأمور
على نار هادئة أو انفجارها ، وأنّ هناك حالة من التربص والمُكايدة بين الأطراف
المتصارعة لتحسين المواقع وزيادة النفوذ، يُخشى من وراءها أن تؤدي إلى انكشاف بعض
الأسرار ، لذلك فإنّ هناك بعض المُحاولات التكتيكية لتصفية بعض الرموز السلطوية
لتخفيف حدّة التوتر ، وعلى الجانب الآخر نفس الشعور حتّى الوصول إلى الرأس ، وأنّ
حالة التأزّم ازدادت بعد قتل العميد محمد سليمان صلة الوصل والترمو متر بين جميع
الأطراف ، وخاصّة بعد تصريح المستشارة المُقربة من مركز القرار بثينة شعبان الذي
يوحي إلى تدبير قتله والتشفّي منه بعد تصفيته عبر الاستخفاف به ، وما صدر من
تصريحات مُهينة بحقه قد تنطبق على كل من يرد اسمه على لائحة التخلّص منه
والخبر الثاني : ما ورد من سجن صيدنايا
، بأنّ العديد من السُجناء ممن أُلقيت عليهم مسؤولية أحداث السجن الدموية التي راح
ضحيتها العشرات ، ممن سُحبوا من سجن صيدنايا إلى فرع فلسطين الأسوأ سمعة وفظاعة
والذي يُديره العميد البيبي المنبوذ من مدينته مظفر درويش وفرع الجوية وأمن الدولة
للتحقيق معهم على الطريقة المألوفة من شتّّى أنواع التعذيب والإهانات ، والذين
يعودوا إلى الآن لهذا السجن الشئيم ، ووصول أخبار عن وفاة اثنين منهم تحت التعذيب
لم يتم التمكن من معرفة أسمائهم ، وأخبار أُخرى عن إحالة ضباط وجنود إلى أقسام
التأديب في قسم الاستخبارات العسكرية ، بدعوى التهاون وحتى التواطؤ للذي حصل مع
السجناء بحسب رأيهم ، أو عدم اليقظة والإهمال من البعض الآخر، والتي قد تصل عقوبتها
إلى الإعدامات الجماعية في صفوف العسكريين
والخبر الثالث موضوع حديثنا : وجود
تململ واضح من أركان النظام السوري على حزب الله ، بسبب مُقارباته ، ودعوة النظام
لقطّاعاته الإستخباراتية والأمنية للحذر في التعامل مع الحزب وعناصره المتواجدين
على الأراضي السورية ، ومُراقبة تحركاتهم وصلاتهم تمهيداً للخطوات الدراميتكية
المتوقع اتخاذها ضدهم ، وهذا ما فسره البعض عن أسباب انفجار عاليه في لبنان الذي
استهدف صالح العريضي عضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي ، الذي لم يُعرّض
أحداً من أعضاءه المكشوفين أمنياً بسبب الاطمئنان للجهة القاتلة والمُنفذة
للإيذاء ، وكذلك ولا أحداً من المُعارضة اللبنانية أثناء قمّة الانفجاريات
والتهديدات في لبنان، بينما نراه اليوم وفي حالة السلم والمُصالحة التي يشهدها
لبنان ، والتي يكون فيها هذا الفريق أكثر استرخاءً لتُستهدف هذه الشخصية المُهمّة
لطلال أرسلان غدراً ، والتي هي في الأصل محسوبة على النظام السوري ، لتُصطاد بغرض
تعكير الأجواء اللبنانية اللبنانية لإفسادها ، ولو على حساب المُقربين ، كونها سهلة
المنال ، ولربما لصعوبة الوصول الى أعضاء تيار 14 آذار الاستقلالي الأكثر حذراً، أو
لما سيسببه اغتيال أي شخصية من هذا الفريق من تبعات على الصعيد الخارجي يصعب التنبؤ
بها ، فتمّ اختيار الأقل ضرراً عليهم وعلى مساراتهم الجديدة ، بغرض زرع الفتنة ،
لنسف التقارب بين الأقطاب - حسن نصر الله وجنبلاط بيك ، ومن ثُمّ السيد سعد
الحريري – وأجواء المُصالحات الأُخرى كما جرى في طرابلس وغيرها من المُصالحات
المُثيرة لحفيظة الجار الذي يُعتبر من أكثر المُستفيدين في إعادة خلق حالة الفوضى
والاضطرابات إلى لبنان ، لإثبات نظريته بهشاشة الوضع في هذا البلد للعودة اليه ،
بدعوى أن المقتول من المُؤيدين وهذا ما يُبعد عنه الشُبهات، ونحن بانتظار ما
سيُثبته التحقيق ؟ وبانتظار أراء المُتابعين.