مكتب الشهيد الخزنوي يهنيء

الشعب الكردي والسوري

بحلول شهر رمضان المبارك

بسم الله الرحمن الر حيم والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .. المبعوث متمما لمكارم الأخلاق ومبلغا بكمال الدين وعلى أخوية موسى وعيسى وعلى جميع الأنبياء والمرسبين .

الأخوة الكرد في كل مكان في الوطن والمهجر .. يا أبناء سورية  ..

نتوجه إليكم بتحية بتحية الإسلام .. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ونتوجه إليكم أينما تكونوا باسم إخوانكم في مركز إحياء السنة –للدراسات الإسلامية - مكتب الشهيد معشوق الخزنوي - بأصدق التهاني القلبية والتبريك بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، فكل عام وانتم بخير وعافية وحرية وعزة ، في ظل هذا الشهر الفضيل الذي يطالعنا هلاله بعد ساعات وفي النفس حسرة وفي القلب ألم ، يطالعنا هلال شهر الفضل والبركات في ظل وضع خطير يعيشه الشعب السوري عامة والكردي خاصة في ظل الاحتلال لإرادة الشعب والارض والغلاء والاعتقال والاختطاف والقتل والبطش والتنكيل والتشريد على يد قوى الظلم والاستبداد المحتلة لارادة الشعب القابع في دمشق ، والذي ما فتئ يقتل ويشرد ويهجر بابناء الشعب الكردي من مناطقه واراض اجداده ، وإن اكثر ما يلفت الانتباه في ظل عمى منظمات حقوق الانسان الاقليمية والعالمية والمنظمات ذات الشأن التهجيرالمنظم لابناء الشعب الكردي الى دمشق وحماة واللاذفية من خلال خنق جميع فرص العمل في المناطق الكردية الغنية والغلاء الفاحش الذي اجبر الالف من الكرد على ترك بيوتهم واراضيهم للعمل في مزارع ومداجن حول دمشق وحماة واللاذقية بأجربسيط بغية سدر رمق الجوع الذي ألم بهم من خلال سياسة شوفينية بعثية اتبعها النظام  بحق الارض الكردية الغنية بكل شيئ  فاستقدم البعثي من الساحل ليأكل ثرواته وهجر الكردي الى الساحل ليخدم دجاجه على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرك أحد ساكنا لإيقاف الارهاب والاستبداد عند حده ووضع نهاية لذلك المسلسل من العدوان والعنف والتحدي الصارخ لكل لوائح حقوق الانسان التي كفلتها كل المواثيق الدولية ، وما من شك فإن الاستمرار في تلك السياسية العدوانية ضد أبناء الشعب الكردي لن تؤدي سوى إلى مزيد من إراقة الدماء وإهدار الحقوق وإيجاد المناخات المشجعة على العنف والتطرف وخلق المزيد من أجواء التوتر وعدم الاستقرار والصراع الدائم في المنطقة ، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسئوليتهم الأخلاقية حتى يتحقق للمنطقة الأمن والاستقرار وتظلها راية السلام الذي تتعايش في ظله جميع شعوب المنطقة بأمن وسلام .

فسوف تظلُّ صرخاتنا وصرخات شهدائنا تلك الصرخاتُ المكتومةُ التي لم تصلْ إلى مسامعِ أحدٍ، ستظل صرخاتُهم وأنَّاتُهم وأشباحُهم وأشلاؤُهم تُطاردُ كلَّ ضميرٍ إنسانيٍّ حُرٍّ، وتُنغصُ هنيءَ عيشِهِ في نومِهِ وصَحوِهِ، لتُضافَ إلى السجلِّ الأسودِ للمستكبرين والتي ليس اخرها خطف واعتقال المناضل الكردي المهندس مشعل التمو في صورة يرجع الى الاذهان طريقة اغتيال مؤسس مكتبنا الشيخ الشهيد الدكتور معشوق الخزنوي .

وعزاؤنا أن تلكَ التضحيات لم تذهب هَدَرًا، وأنها تركتْ في عدونا جُرْحًا داميًا، وألمًا ماضيًا ( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) ، وأنها أذلَّتْ كبرياءَهُم، ومرَّغَتْ في الوحلِ غطرسَتَهُم ، وأعادتْ لأمتِنا شيئًا من عزَّتِهَا المفقودةِ وكرامتِها المنشودة، وأنها- قبل ذلك وبعده- لم تكُنْ نتاجَ نخوةٍ كاذبةٍ، أو عصبيةٍ زائفةٍ، بل ذهبتْ علاماتٍ في طريقِ الشهادةِ المخضَّبِ بالدمِ ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ )

الأخوة الأعزاء .. يا أبناء شعبنا في سورية الحبيبة..

ها قد دخل شهر الصوم والصبر والارادة والبطولة عليكم في ظل ظلم قاهر لا يحتمل وتهجير احباء لكم قسر من قبل نظام البعث الذي برهن منذ عقود على انه لا يحمل لكم الا الجوع والذل والقهر، فأروا من رمضان بطولات من بطولات اباءكم  الذين طردوا المستعمر والمحتل سابقا من ارضكم فلما لا نطرد الظالم المحتل من ارضنا

افيقوا من سباتكم تجلدوا على الصعاب تكاتفوا من اجل مستقبل مزهر مشرق ننعم فيه جميعا بالحرية والأمن

وما الصراع الذي يخوضه ابناءكم واخوانكم في المعارضة ضد المحتل الجاثم على صدوركم إلا صراعاً من اجل حريتكم وكرامتكم ، صراع لإقامة العدل وما يتضمنه ذلك من رد الحقوق إلى أصحابها ، ورفع هذا الكابوس الذي غشى البلاد من الظلم والجور وامتهان الحقوق الأساسية للفرد ، وإيقاف هذا العبث الماجن بثروات شعبنا وبلادنا التي كانت تعد في مصاف الدول الغنية ، فصارت دولة منكوبة ، يتجرع أبناؤها كؤوس الفقر والحرمان ، وهم يرون بأم أعينهم خيرات بلادهم تذهب إلى غيرهم

وختاماً نكرر لكم اجمل التهاني بحلول شهر الصوم والقرآن على آمل اللقاء قريبا بكم في دمشق وقامشلو ... فصوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً ... شهر كريم .. وكل عام وانتم بخير ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

السبت 30/8/2008 م – 29/شعبان /1429 هـ

مكتب الشهيد الخزنوي