الشاعر المرحوم أحمد دوغان........توفي. ٢٠٠٩
مهداة إلى مدينتي حلب الشهباء
شاعر سوري من حلب له العديد من الكتب والدواوين توفي عام 2009
مَنْ يا ضياءَ الحبِّ مَنْ أهواه؟= وهواجسي حرّى إلى لُقياه
شطَّ المزارُ ودمدمَتْ ريحُ الهوى = والقلب ينبضُ بالهوى ,يحياه
قدرٌ يُزاورُني. ودربي موحِشٌ = واللّيلُ ليلٌ، هكذا فحواه
وتمرّ أيّامي على مَضَض الضّنى= والغربةُ المأساة مِنْ بَلْواه
ما قيمةُ الإنسان لولا صحبُه= في قربِهم ينسى الفتى مَنفاه
وأروحُ حيث طفولتي عَبْرَ المدى= تهوى الصّديق, تكون في مرآه
والعيد يصحو من قتامةِ غُربتي= والقهر بادٍ لا أرى إلاّه
وتشدّني الشّهباءُ, تغمر لوحتي= حيث الحروفُ تحبُّها رُؤْياه
والنّفسُ في العيد المعنّى عنوة= والأهل ُلا وطنٌ، ولا سكناه
أيّام كنّا في الطفولة سُذَّجا= والطّفلُ منّا كالملاك تراه
والعيد يأخذنا بلهو ضجيجه= والقرْشُ فيه سعادة ,بل جَاه
هذا يقبِّل جدَّه لغنيمة= وأخٌ يردّد :مرحبا عمّاه
يا عيدُ مالك صامتا في حيرة؟= قد جرَّحتكَ مواجعٌ وجباه
وأرى جوارح مُهْجتي في وقْدها= والظّهرُ حدبٌ. والضّنى أحناه
وأعود للشّهباء في غَسَق الدّجى= ويرى الفؤادُ غزالة ٌتهْواه
وأحبّتي َرصَدوا الدّروبَ صَبابة= للغيب قد عشق الجوى وشفاه
وهناك قد نصبت شباك قلوبنا= والحسن في غنج الدّلال نراه
هذي (معاويةٌ) ترى في ظِبْية= موّارة في أفق الجمال غناه
كم مرّةٍ طار الفؤادُ بنبضه = والحبّ يبخل في الوصال هواه
شهباءُ تعرفُ أنّني صبٌّ.ولي= نغمٌ أجيدُ العزف، لا أنساه
نغمُ الحياة .. تبسُّم ومواسمٌ= والبوحُ في سرٍّ أرى دنياه
أسعى حوار حبيبتي في فرصة= والثّغر يحيا في سنا سقياه
والغربة المأساة توقظ مهجتي = ويشدّني لحنُ المنى والآهُ
وأقول في ألم: وماجرّ النوى= يا حسرة؛ ضجّ الأسى ونواه
أين اللقاءاتُ التي أحببْتها ؟= فيها عرفْنا حبَّنا صُنّاه
والصّبر يا أيّامنا في غربة= نهواه.. لا تهوى النّفوسُ سواه
شهباءُ يا نجوى القلوب وسرّها= ماذا .. ويسكُنني الزّمان رؤاه
وأعود يا شهباءُ من شَطَط المدى= علّ الزمانَ لظرفنا يرعاه
وأقول: يا قلبَ المعنّى إنّني= لولاك ما حمل الغريبُ أساه
كم فيكَ من عطْفٍ عرفتُ حنانَه= والحبُّ أنتَ شغافُه وأناه
شهباءُ؛ يا كلَّ المنى في غربتي= مدّي يديكِ, ومزِّقي أوّاه)
هذا نداءٌ من محبٍّ مُبْعد= يأوي إليكِ, فهل يدوم صداه؟
شهباءُ يا حلب الحبيبة أملا= مدّي يديك، وصافحي يمناه
آتٍ إليك على جناحِ سفينة= قدهدّها الإعصار والأمواه
من بسمةِ الشّوق المؤجَّج في دمي= من كل ِّشيء في النَّوى ذكراه