إلى شبان المسلمين القادمين ليعيدوا لأمتهم مكانتها، وهم يقتفون خطا آبائهم الأكرمين.
أيا ابن الأكرمين أباً وجدا=ومن زادوا على الأمجاد مجداً
ومن صنعوا المعالي باهراتٍ=وقد لبست من الإحسان بُرْدا
وكانوا للعروبة منذ كانوا=سيوفاً تزدهي بهمُ ورُشْدا
وللإسلام أياماً حساناً= وفرساناً أشداء وجندا
وكانوا للحضارة حيث حلوا=بناة من ندى الأنواء أندى
وكانوا للهدى حرساً وكانت=مروءتهم لكل الناس رفدا
وكانوا والدنا عسر ويسر=مياميناً وأنجاداً وأسدا
تزينهم سجايا زينوها=فصاروا سيرة تُروى وتهدى
ورايتنا بهم عزت فصارت =أجل مكانة وأشد أَيْدا
تضوع محامداً حسنى وطيباً =وريحاناً ونسريناً ورَنْدا
ويسبق قولَها فعلٌ نبيلٌ =فيغدو القول مثل الفعل شهدا
* * *=* * *
لهم في الدهر أسفار طوال=ملاء قد حشدن الفضل حشدا
تروع نضارة وتميس حسناً=وتحبو الناس أشذاء وودا
وأنت ورثت هذا الفضل عنهم=وحولك عصبة شيباً ومردا
وأنت محمد يقفو المثنى=كما تقفو نهى سلمى وهندا
نبيل أنت ما أعلاك شهماً=نؤمله وما أرجاك وعدا
* * *=* * *
وإن الناس مذ كانوا قُيونٌ=وأحرار، مواكب ليس تهدا
فمن ألف المعالي كان حراً=ومن ألف الدنايا كان عبدا
وأنت لك الخيار فكن نبيلاً=وبراً ساد لكن ما استبدا
وكن للردة الحمقى أتتنا=أبا بكر هماماً قد تحدى
فصيرها حصائد خامداتٍ =وقتلى قدَّهم بالحزم قدا
* * *=* * *
فتى الإسلام والغر السجايا =أراك الشهم نودي فاستعدا
لأن جنانه مهر استباق =وكفاه الصيال إذا تصدى
وأنت لما دعيت إليه كفء=وقومك قد رأوه له الأشدا
فكن فيه المؤمل والمرجى =له مسعاك في ممسىً ومغدى
ونصر الله يا ابن الصيد آتٍ =فكن فيه المفادي والمفدَّى
بذا الأقدار كانت بشرتنا =ومن يسطيع للأقدار ردا
* * *=* * *
أيا ابن الأكرمين الغر عِدْني =بأنك فيه من أوفى وأدى