اليومَ شدوي والثَّناءُ ، وفي غَدي = لشريعةِ الهادي الحبيبِ مُحَمَّدِ
آمنتُ بالإسلامِ نهجِ نجاتِنا = من جمرِ مافي عصرِنا المتوقدِ
يلهو به سفهاؤُه في غلظةٍ = ما بينَ طاغٍ مجرمٍ ومعربدِ
فالحربُ قائمةٌ يُبدِّدُ بأسُها = ما للشعوبِ من الهنا والسؤددِ
والموتُ يشحذُ بالضغائنِ سيفَه = والنارُ تأكلُ أمنَهُ لم تخمدِ
هذا هو العصرُ الذي لم ترتحلْ = عنه المجازرُ إذ يروحُ ويغتدي
وتجارةُ الأحزابِ لمَّا تحتكمْ = للهِ في الدِّينِ القويمِ الأحمدِي
جاؤوا بألف عقيدةٍ منبوذةٍ = وبألفِ نهجٍ بالفسادِ مقيَّدِ
وهم الذين توزَّعتْ أدوارُهم = مابينَ دجَّالٍ وآخر مُفْسِدِ
وحوادثُ الأيامِ تكشفُ زيفَهم = وأمامَ مقتِ خداعِه لم يصمدِ
وحضارةٌ يطوي محاسنَها الأسى = والضَّنكُ والبلوى وسوءُ المشهدِ
فرحتْ بها الأممُ التي يُرجى لها = أنْ لاتُساقَ غدًا لِما لم يُحمَدِ
والآخرون الإمَّعاتُ كما ترى = في سوقِ مكرٍ أهلُه و تردُّدِ
يامَن ترى الشبهاتِ تحسبُ أنها = قيمًا تَأَنَّ لِما ترى وتجلَّدِ
فالعالَمُ المغلوبُ تقهرُه يدٌ = مخفيَّةٌ خلف الستارِ الأسودِ
والآخرون منفذون لأمرِها = وشهودُ زورٍ شأنُهم لِتَبَدُّدِ
لن يحرزوا فضلا ولن يُرجَى بهم = خيرٌ لهذا الكوكبِ المتلبدِ
في كلِّ يومٍ لم يزلْ إعلامُهم = يأتي بكلِّ قبيحةٍ وتمرُّدِ
لايستحي إذْ راحَ يكذبُ عامدًا = وخُطاهُ عن بثِّ الأذى لم تقعدِ
كيف الخلاصُ ؟ وكيف ينعمُ عالَمٌ = في ظلِّ أمنٍ للشعوبِ مُسَدَّدِ !
ومتى يودِّعُ حقبةً ثقلتْ بما = فيها من الوجعِ البغيضِ المزبدِ ؟!
ومتى به تتنفسُ الصُّعداءَ أمتُنا . = . التي ذهلَتْ لخطبٍ مرعدِ ؟!
فعلى مغانيها تداعوا مثلما = يأتي الجياعُ على النباتِ الأغيدِ
أو مثلما تأتي الوحوشُ فريسةً = كانتْ وربك في الأمانِ الأرغدِ
واستسلمتْ للوهنِ أمتُنا وكم = لانتْ لبهرجِه ولم تتجلَّدِ
فهوى إلى قاعِ الهوانِ مكانُها = من بعدِ مجدٍ فوق هامِ الفرقدِ
فإلى متى هذا الضياع وأنتِ مَن = أعلاكِ بالقرآنِ ربُّ مُحَمَّدِ
وإلى متى هذا الفتورُ وأنتِ في = إرثِ النُّبوةِ نورُه لم ينفدِ
والسُّنَّةُ الغراء حقلٌ وارفٌ = أفنانُه ليست ببيئة فدفدِ
بالعودةِ المُثلى لِهَدْيِ نبيِّنا = هيَّا إلى دنياهُ لا تترددي
ولكلِّ رأيٍ فاسدٍ لا تسمعي = وبكلِّ زيفٍ قد يُلوِّحُ فازهدي
إنَّ الخلاصَ بنودُه مبثوثةٌ = في شرعنا المتجدد المتفردِ