*من طين آدم :
*فتنة الحياة الدنيا :
*يقينْ :
*آفاقٌ و أشواق :
*الموطنُ الثَّالث :
*غمار :
*غربة :
*هزيز الروح :
*مقابر اليأس :
مع الَّله :
قالتْ : ذبلتَ ، كأنَّ في = شدقِ العواصفِ وجنتيكْ
ومسيلُ دمعٍ باتَ مخضلَّ = الجنى من مقلتيكْ
وترعرع الشَّيبُ القشيبُ = كما أراهُ بعارضيكْ
ولمحْتُ نارَ الخطبِ تمسحُ = بالمكاره دمعتيكْ
من طين آدم وجهيَ = الألقُ المبينُ على رؤاهْ
والطينُ أكرمه الإلهُ = ومن خلائقِه اصطفاهْ
للأرضِ يبقى الطينُ للأمدِ = الذي شاءَ الإلهْ
والأرضُ عنوانُ الحياةِ = لِمَن وعى كُنْهَ الحياة
والطينُ لولا الروحُ ظلَّ = بغيهبِ الدنيا جناهْ
فسمتْ به الروحُ الأثيرةُ = واصطفَتْه إلى علاهْ
وبفطرةِ الخلاَّقٍ للميثاقِ = عاشَ على هُداهْ
وهوى ترابُ المارقين = وفي دجى النزواتِ تاهْ
والمسلمُ استقوى بفطرته = فبالتقوى قُواهْ
فرأى جلالَ اللهِ يملأُ = أرضَه و رأى سماهْ * * *=* * *
الأرضُ تملؤها الظُلَمْ = وبمصحفي نورُ الفلاحْ
و وقفتُ في وادي الألمْ = بالصَّبرِ أنتظرُ الصباح
غيٌّ وفيءٌ للهوى = وجماحُ ابناءِ البشرْ
وتسلطُ الطغيانِ والهرجُ = المؤججُ والشَّررْ
وغوايةٌ تقتاتُ من = أرجاسِ آثامٍ أُخرْ
دنيا وسلطانُ الهوى = وضياعُ قرطاسِ العِبَرْ
باعَ ابنُ آدمَ مالَه = من خيرِ ماهو مُدَّخرْ
وأتى عليه الطيشُ فارتكبَ = الخطايا فانحدرْ
فتهافتتْ قدسيةُ النفسِ = الطهور على حُفَرْ
ورأى بها فِعلَ النصارى = واليهودِ ومَن كَفَرْ
أغرتْ وأغوتْ أهلَها = أمَّا الهدى فَلِمَن صبرْ
تبقى ويفنى الوالغون = بكلِّ رجسٍ محتقرْ
* * *=* * *
دربي بدا لي بالقيمْ = ماضرَّه عبثُ الوقاحْ
ونهلْتُ من طُهرِ الشيمْ = فعليَّ من يدها وشاحْ
ماشاءَ ربُّك قد أتى = وامتازَ فيها مايريدْ
مَن قالَ : إنَّ الحكمَ والأقدارَ = في أيدي العبيدْ ؟!
للهِ ماقد كان من = أمرٍ بهاتيك العهودْ
وله الذي سيكونُ . لا = تعجلْ بأعنانِ الوجودْ
ما لا يراه الظالمون = من الهدى عنهم بعيدْ
ويراهُ أهلُ اللهِ كالصبحِ = المبين فهُم شهودْ
وسحائبُ الرحمات تحيي = مَن تيبَّلَ في السجودْ
ويظل في وهجِ اليبابِ = أخو السفاهةِ والجحودْ
أوردْتُ روحي للفيوضِ = الدافقاتِ بلا قيودْ
والله غايةُ ما أريدُ = وعن سِواهُ أنا البعيدْ
* * *=* * *
روحي التي ترعى الذمم = ماشانها طولُ الرواحْ
فلها بمحرابِ الهدى = عهدٌ وثيقٌ لايُباحْ
ياربِّ هذا مطمعي = لرضاك تاقتْ أضلُعي
فامنحْ جَناني أمنَه = واقْبَلْهُ بينَ الرُّكعِ
وانشرْ عليه من الهدى = واجعلْ لِبِرِّك مرجعي
وأَبِنْ طريقَ مُحَمَّدٍ = لفؤاديَ المتوجعِ
فعساهُ يرفلُ بالمنى = برياضِ أزكى الأربُعِ
غامتْ فجاجُ العابثين = بكلِّ وادٍ مُفزعِ
ساقتْهُمُ النَّزواتُ جامحةً = لتيهِ البلقعِ
فعلى سرابِ الوهمِ هاجوا = للمآلِ المُفجعِ
ويظلُ حادينا بأفقٍ = للمثاني ممتعِ
ولغيرِ وجهِكِ يا إلهي = في الورى لم نخضعِ
* * *=* * *
أفنيْتُ أيامَ السَّأمْ = ونهضْتُ في ليلِ الجراحْ
وطويْتُ وسوسةَ الأذى = ببهاءِ أفراحِ النجاحْ
في بردةِ الأيامِ روحي = لاتملُّ ولا تنامْ
خرجتْ من العهدِ القديمِ = ومن مخاطرِه الجِسامْ
وهفتْ تمجِّدُ بارئ الأكوانِ = مابينَ الأنامْ
بالبيِّناتِ يلوحُ في = النهجِ الحلالُ من الحرامْ
لاحتْ (بديرالزور) ترعاها = العقيدةُ والذمامْ
نهلتْ فراتَ الوصلِ يسقي = في المغاني كلَّ ظامْ
من عينِ رُشدٍ نبعُها = صافٍ وفي الألقِ السلامْ
والنَّفسُ لم تحفلْ بأفعال = الأذلَّةِ و اللئامْ
صدعتْ بما في الذِّكرِ من = حقٍّ وشرعٍ لا يُضامْ
ولكلِّ روحٍ موطنٌ = وربوعُ خافقي الشآمْ
* * *=* * *
الخطبُ فيها كالضَّرمْ = والصُّبحُ يرعفُ بالجراحْ
والرَّبعُ يعصفُ بالألمْ = والصدرُ يخنقُه النُّواحْ
عصرٌ به نارُ التآمرِ = أُضرمتْ فتكدرا
والمصلحُ المأمولُ طاحَ = جوادُه و تعثرا
ضدَّان ما اجتمعا وجمعُ = بني الشرورِ تبعثرا
وأتى بحادينا الذُّهولُ = لساحه فتحيَّرا!
لم يأتِ بالسِّرِّ السَّماويِّ = الكريمِ معطَّرا
أَأَتاه من وادي الضياعِ = فباعَ فيهِ واشترى !
واحسرتاهُ على العبادِ = الزَّاحفين القهقرى
أين العهودُ ؟ وذا الدمار = على العبادِ وما جرى !
وهو العدوُّ ومكره = وفعالُه تحت الثَّرى !
ولنحنُ نودينا ولكنْ = عينُنا هي لاترى !
* * *=* * *
يأتي الفناءُ على الأممْ = ولأُمَّتي حصنٌ مُتاحْ
وبغيره تلقى العدمْ = إذ لاتقومُ إلى نطاحْ
أمسيتُ في الدنيا غريبًا = ليس لي فيها مقرُّ
وكاُمَّتي ، لكنْ أنا = ما ضعتُ فيها أو أُجَرُّ
ولغربتي شأنٌ أُعَزُّ = به فكيف سأستقرُ !
وكإخوتي الأبرارِ في = دنيا المكارهِ لم يُسرُّوا
هذا العدوُّ الأرعنُ الجاني = عليهم يشمخرُ
وهو الذي في الغابراتِ = السودِ ليس له مفرُّ
ولأُمَّتي فضلٌ أقرُّوا = ويلهم أو لم يقرُّوا
وأنا وأمثالي بها = قد ضاقَ بالركبِ الممرُّ
ياغربةً جارتْ بنوك = هُمُ الملوَّعُ والأبَرُّ
عتبي على اللاهين ليس = لهم من الأهواءِ فخرُ
* * *=* * *
طالَ الطريقُ ولم أنمْ = أعليَّ في دأبي جُناحْ
أرنو وراءَ الليلِ هل = يأتي على الدنيا صباحْ ؟!
ياربِّ : عهدُك في فؤادي = فاضَ في يدِه حنيني
أحيا على أرضِ الفناءِ = ومنيتي فوق الظنونِ
وكأنَّني ألفيتُ نورَ = الغيبِ بالبصرِ المبينِ
ديني حياتي ، في الحياةِ = وَهْوَ للأُخرى سفيني
ألقٌ به يُزجي الحبورَ = فتُرخصُ الدنيا يميني
ياربِّ أسعى والخطوبُ = سرى لظاها في وتيني
تجري بأوجاعي على = قومي وما برحتْ سنيني
أسعى إليك بما وهبتَ = من النفيسِ أو الثمينِ
ياربِّ هذا الدربُ أعياني = وأنتَ به معيني
ماماتَ حبِّي فيك أو = أفنتْ يدُ البلوى يقيني
* * *=* * *
أمضي وتلحقني الحممْ = في ليلِ دربي والرماحْ
لم أخشَ من خطرِ النقمْ = يارب فامنحْني الفلاحْ
الفرسُ والرومانُ = والعملاءُ فيها واليهودْ
ألقوا الرؤوسَ مع الأسافلِ = والمجوس ، وهم شهودْ
يتربصون بنا الدوائرَ = لاقيود ولا حدودْ
يتوعدون المؤمنين = ببأسِهم : ( فَهُمُ الجنودْ )
راموا استلابَ مشيئةِ = الأقدارِ في العهد الجديد
هيهات والعهدُ القديمُ = به السفاهةُ والجحود
هيهات والعهدُ الجديدُ = بها تكبلُه القيودْ
ماشاءَ بارئُها العليمُ = وليس ما شاء العبيدْ
ومن المقابرِ لن يقومَ = سوى المجاهدِ والشَّهيدْ
في أمَّةِ القرآن لن = يبقى الهوانُ ولا الشرودْ
* * *=* * *
تحيا القلوبٌ من الرممْ = من غيرِ وهْنٍ أو نواحْ
لولا البعادُ عن القيمْ = يا أمَّتي نلتِ الفلاحْ
ماذا جنيْتَ من الثمارِ = وما جمعتَ براحتيكْ
فأجبْتُها : أحسنتِ هذي = طينتي بانتْ لديكْ
ومضتْ كما الأيامُ تمضي = ثمَّ عدتُ أنا إليكْ
ماراقَ لي شدوٌ شجيٌّ = في مدى الدنيا وأيكْ
فرفعتُ آلامي وآمالي = وتقصيري إليكْ
فاقبل دعائي يا إلهي = فالخلاصُ على يديكْ
* * *=* * *
ما ضرَّني عبثُ الغسمْ = والكربُ يعصفُ والرياحْ
إن عشتَ للمولى فقمْ = وانشد سبيلَكَ للنجاحْ