يغدو لقاءُ الأحبابِ وهما
ويسلبُ الطُّغيانُ منا حلما
فنروح نصوغُ أحزاننا نغما
لملمْ أيَّامَكَ يا عامُ = ولترحلْ معكَ الآلامُ
يا عامَ الأحزانِ وداعاً = لا ترجعْ أبداً يا عامُ
من مثلكَ في العمرِ أتانا = همٌّ .. وعذابٌ .. وظلامُ
فمحمدُنا يرحلُ عنا = والفضلُ لقاؤهُ أحلامُ
وشهيدُ الحقِّ إذا يمضي = فلهُ في الجنَّةِ إكرامُ
لكنَّ مصيبتنا الكبرى = إذ يحكمُ فينا الإجرامُ
يا فضلُ غيابُكَ مأساةٌ = فدموعي في الليلِ سِجامُ
وبعادُكَ عني يقتلني = فالرُّوحُ من البعدِ حطامُ
يرضيني أنَّكَ مجتهدٌ = ذكرٌ .. ودعاءٌ .. وقيامُ
وثباتُكَ يملؤني صبراً = والصَّبرُ شفاءٌ وسلامُ
من مثل الفضلِ بمحنتِهِ = جبلٌ تخشاهُ الأقزامُ!!
والفخرُ بفضلٍ مكرمةٌ = وبهِ تعلو منا الهامُ
والله تعالى أكرمَهُ = إنعامٌ .. بعدَهُ إنعامُ
قرآنُ المولى .. وحديثٌ = لرسولِهِ .. والصَّحبُ كرامُ
يا عاماً أثقلنا حزناً = ومضت تطحننا الأيامُ
والبغيُ تمادى في صَلفٍ = والحرُّ يُعذَّبُ ويضامُ
والقهرُ تمدَّد يوجعنا = والدَّار دمارٌ وركامُ
وشبابُ بلادي شهداءٌ = وبنظرِ العالمِ أرقامُ
والشَّرقُ يعادينا جهراً = وجنودُهُ في الحربِ لئامُ
والغربُ بمكرٍ يخدعُنا = كذبٌ دعواهُ وأوهام
ﻟﻜﻦَّ النَّصرَ لأمتنا = لا دامَ الظُّلمُ .. ولا داموا
سيزولُ البغيُ بهمَّتنا = وتدوسُهُ منا الأقدامُ
ونعيدُ المجدَ لحاضرنا = ويعودُ إلينا الإسلامُ
وسنكتبُ رغم تآمرهم = بكتابِ النَّصرِ: هنا الشَّامُ
إن يرحلْ عامٌ أحزننا = فالعامُ القادمُ بسَّامُ
وسلاحُ الأحرارِ دعاءٌ = وصلاةٌ والنَّاسُ نيامُ
ولنا أملٌ .. لن يخذلَنا = ربٌ جبارٌ علاَّمُ