حَرمتَ جفونيْ لـذيذَ الكَـرَى = فـقلْ ليْ ، بربّـك : ماذا جَـرى !؟
أتُـقْسِم أنّـك ، يومَ خُـلِـقتَ = خُـلِـقتَ لتَـحْـمِلَ هَـمَّ الوَرى!؟
تألـّمتَ طِفلاً، ومُـزّقتَ كَهلاً = فَـمَنْ ذا أحَـسّ ، ومَـنْ ذا دَرى!؟
فتَحتَ العيونَ على المُوجِعاتِ = فـقُلْ ، قَبْـلَ إغماضها، ما تَرى!؟
* * *=* * *
هيَ القدسُ في الشام أمّ القُرى = تَـصُـبّ الدمـوعَ دَماً أحْـمَـرا
هيَ القلبُ بينَ ضلوعِ الشَـآم = فهَـلْ أسلـمَـتْه لكيْ يُـعْـصَرا !؟
هيَ الحِصْن والذِروَة المتّـقاةُ = فـمَـنْ للحـُصونِ ، ومَنْ للذُرا !؟
هيَ العَينُ بينَ جـفونِ الشآم = وتُحرَس في صَحْوها والكَـرى
فكيف استُبيحتْ وكيف أبِيحتْ = وأيّ هَـوىً أسْـكَرَ العَـسْـكَرا !؟
* * *=* * *
بَـلى.. قد تُـبيح الجنود الذِمارَ = إذا رجَـعَ الـقـادةُ الـقَهْـقَرى !
بَـلى.. قد تَبيع الرعاةُ القطيعَ = إذا لـمْ تكنْ تُـنْـكِـرُ المنْـكَرا !
* * *=* * *
نِياطُـك ياقـدسُ ، حَيفا ويافا = وأكـبادُ أجْـدادِنا.. في الـثـرَى
ولا قـلبَ يَحيا بغَيرِ النِـياط = ولا بَيتَ يُـبـنَى بغَـيْـر العـُرا
وحِصنُكِ ياقـدسُ وحيُ الإله = ومَـنْ سَـبّـحَ الله .. أو كَـبّـرا
فلا قدسَ والقدسُ،قدسُ القلوبِ = مَراحُ بـُغاثٍ بِـها اسـتَـنْـسَرا
ولا القدسُ شَطرانِ للشاطِرينَ = وأَولـى بِـشيمونَ أنْ يـُـشْـطَرا
فلسطينُ.. كلُّ فلسطينَ ، قدسٌ = فـليسَ بِـها بـُقـعَـة تُـزدرَى
ولا نَبعُ ماءٍ ،ولا تَـلُّ رمْـلٍ = يـُباع لـصهْيونَ ، أو يُـشتَرى!
وبَينَ المحيطَينِ ، والخافِـقَينِ = زحوفٌ سَـتَسريْ، أوانَ السُـرَى
مَتى؟ كيفَ ؟ أنّى؟ تَـباشيرُها = تَـوالتْ، وصبحُ الهـدَى أسْـفَرا