رواية (الحاسَّة صفر) للشَّاعر أحمد أبو سليم
أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع
صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، رواية "الحاسة صفر" للشاعر أحمد أبو سليم، وتقع الرواية في 332 صفحة من القطع المتوسط.
في الوقت الذي بات فيه الكثير من الكتاب يرتجلون المكان والزمان في رواياتهم ويضطرون غالبا لتعويمه لسبب أو لأخر، نرى أن أحمد أبو سليم الشاعر يمسك بثنايا أمكنته وامتداد الزمن وكأنه امرأة صبورة تنسج لطفلها ما يجعله أجمل الأطفال.
وفي الوقت الذي يفر فيه شعراء الروايات غالبا إلى لغة الشعر لعلها تغطي بعض ما فقدته القدرة السردية نجد أن احمد أبو سليم يتتبع بناءه السردي بلغة شفيفة تتدثر معطف الشعر ولا تغرق فيه.
وتدور أحداث الرواية في الفترة الواقعة بين عام 1982 بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، حتى توقيع اتفاقية (أوسلو) عام 1993.
وتقدم الرواية التي تدور أحداثها في بيروت وعمان ودمشق رؤية جديدة ومختلفة لمرحلة غاية في الأهمية من مراحل التاريخ النضالي الفلسطيني بلغة رشيقة، وأسلوب يمزج بين تقنيات الكتابة الروائية الجديدة وبين الكتابة الكلاسيكية، كما تصور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المخيم بطريقة جريئة جدا ضمن أسلوب شيق، ومثير، فلا تقع في مطب المدح والتمجيد، ولا تنزلق إلى القدح والإساءة، بل تحاول أن تعاين الواقع وتقدمه بصورة مختلفة وفريدة، مستقرئة النتائج من خلال مئات الخيوط التي تنسجها لأحداث واقعية جدا، مجنونة جدا، لكنها تظهر كلعبة كلمات متقاطعة كما ذكر المؤلف في إهدائه الموجه إلى القارئ في بداية الرواية.
تحت عنوان "الشاعر حين يمسك بخيوط السرد" كتب الشاعر موسى حوامده:
على عكس التوقعات، بل على عكس الصدمات التي شعرت بها حيال الكثير من روايات الشعراء، وجدت نفسي أمام نص روائي داهش، بل أكاد أقول إنه مكتمل، وكأنه استمرار لجيل الروائيين الكبار، من أمثال غالب هلسا، وجبرا، وكنفاني.
أما القاص يوسف ضمرة فقد كتب مقالة تحت عنوان : أدب المقاومة بلا رتوش، جاء فيها: رواية «الحاسة صفر» تنسف الصورة النمطية للمقاتل الفلسطيني، وتقدم الصورة الطبيعية لهذا المقاتل، رجلاً كان أو امرأة. والصورة الطبيعية هي التي جعلتنا نتعاطف مع هؤلاء الناس تعاطفاً إنسانياً وجمالياً. أما مقدرة الشخص على إطلاق النار فهذه يمكن أي شخص أن يتعلمها ويتقنها، لكنها لن تكون كافية لوصفه بالمناضل.
ومن الجدير ذكره أن الشاعر أحمد أبو سليم قد أصدر أربعة دواوين شعريَّة هي:
دم غريب، ومذكرات فارس في زمن السقوط، والبوم على بقايا سدوم، وآنست دارا، وتعتبر (الحاسَّة صفر) هي التجربة الروائية الأولى له.