عويس وحليس
عاد ريان من المدرسة وهو قذر الثياب وقد تلطخت ثيابه بالدم..
احتضنته ودموعها تنهمر ثم سألته أمه: ما خطبك ياولدي الحبيب؟
قال: اعتدى علي شعبان ولطمني وضربني لكمتين..
قالت: لماذا يا ولدي؟
قال: لقد أراد أن يأخذ قلمي ودفتري ليكتب الواجب متنقلا مني. فلما رفضت تهجم علي ولطمني..
قالت: وأين الأستاذ؟
قال: كان يأكل الفول في غرفة المعلمين!
قالت: واأسفاه! قم وغير ثيابك.. ومستقبلا انتبه لنفسك من الأشرار يا بني! سأقص عليك قصة عويس وحليس ففيها عبرة لتجنب أذى الأشرار..
ذهب وبدل ملابسه ثم قال: هيا يا أمي! أحب أن أسمع..
***
قالت الأم:
عويس وحليس يعيشان في أرض واحدة كانت لجد عويس فسطا عليها جد حليس وأخذها في ظروف غامضة..
يصر عويس على استرجاع أرض جده وطرد أحفاد حليس
فتسلل إلى منزل حليس ليلا وسرق له دجاجاته وبضع غنمات وضرب حارسه وأخذ من خزنته ألف دينار
استيقظ حليس فوجد الكارثة فجمع عماله وعبيده وهجم على بيت عويس فأحرقه بما فيه واسترجع دنانيره وعشرة أضعافها وهو الآن يسعى للقبض على عويس بمساعدة العسس وأكابر أهل القرية ...
لم يجد عويس سبيلا لتهدئة غضب حليس إلا سلكه وسعى للوسطاء وأهل الخير لإطفاء غضب حليس ووقف انتهاكاته
ولكن حليسا مصر على الانتقام حتى النهاية ووافق على إعطاء عويس بضع ساعات من الراحة ليلتقط أنفاسه
لم تنته بعد ساحة الصراع بين عويس وحليس ولكن عويسا مصر على التشدق بين الناس أنه انتصر في غزوته ويوجه الشكر والتقدير لمساعديه من اللصوص لمساندتهم إياه حيث أعطوه بعض البرسيم والعلف ليطعم دوابه..
ونسي عويس أن يشكر الشرفاء من ربعه الذين ساندوه من قديم...
عويس الآن يتوسل لإيقاف غضب حليس ولكي يسترجع ما يمكنه من بيته وأرضه ودجاجاته وسلة البيض بعد غضبة حليس عليه..
***
قال الولد: قصة محزنة .. لقد ضاع حق عويس، وتصرف بشكل عبيط..
قالت الأم: نعم كان لا بد له من أن يحترز من أذى حليس وردة فعله .. فالصراع تحكمه مؤثرات عدة.. ومن لم يستطع أن يأخذ حقه في الدنيا سيأخذه يوم القيامة.. فانتبه لنفسك من الأشرار ولا تكن ظالما كحليس ولا ساذجا كعويس..
قال: حاضر يا أمي هذه أغلى نصيحة تعلمتها منك اليوم..
احتضنت الأم ابنها بحنان وقال: فليحفظك الله يا بني!
وسوم: العدد 1084