طهران والحوار مع الشيطانين: الأكبر والأصغر
تتسارع وتيرة التفاوض الإيراني مع كلّ من واشنطن وتل أبيب برعاية عُمانية، الأمر الذي لم يعد خافيا على أحد حيث شاهد الملايين ذلك في بث حي ومباشر في العاصمة العمانية (مسقط)، وهي الفرصة الأخيرة لنظام الولي الفقيه كي ينقذ رأسه، متجاوزاً كل المحرمات السياسية والدينية التي تاجرت بها طهران طويلاً، كيف لا ؟! ووجود إيران؛ (الدولة والثورة) بات على المحكّ في ضوء الانهيار السريع لمقوّمات الدولة وبنيتها الاقتصادية والاجتماعية ...، فقد باتت معه أوهن من بيت العنكبوت، فكما كانت سلطنة عُمان الراعي الرسمي للمفاوضات السريّة بين الإدارات الأميركية المتعاقبة وإيران، وأسهمت في التبرع بطوق النجاة عن الولي الفقيه مراراً وتكراراً، وكان أخرها الحوار بين إدارة الرئيس الأمريكي السابق "بارك أوباما" وإيران، والذي أفضى إلى توقيع الاتفاق النووي في العام 2015م، لكن اللافت للنظر الزيارات المكوكية الرسمية العمانية إلى تل أبيب والعكس لنقل الرسائل الإيرانية، والتي أفضت إلى الزيارة العلنية "لبنيامين نتنياهو" والذي لم يأت حتمًا لسماع نتائج أبحاث ودراسات السلطان قابوس التي عرضها عبر الجداريات التاريخية والجغرافية بل جاء مفاوضًا، فها هي السلطنة العمانيّة ترعى مجددًا المفاوضات السريّة بين إيران والشيطانين الأكبر والأصغر جمعًا لا قصرًا، واللافت أن الارتياح كان هو السمة السائدة على تصريحات "نتنياهو" بعد عودته إلى تل أبيب، واصفاً هذه الزيارة بالتاريخية وغير المسبوقة، ومن المؤكّد أن تلك المفاوضات قد ركّزت على بحث كل الموضوعات الجدلية، ومما زاد من جديتها وجود فريقي تفاوض؛
الأول: إيراني تحدّثت حوله تسريبات إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، والذي حلّ ضيفاً على سلطنة عمان بالتوقيت نفسه لزيارة "نتنياهو "، ووفد أميركي آخر من وزارتيّ الدفاع والخارجية لبحث النووي والصاروخي والدور الوظيفي لإيران من خلال مداخل الأزمات الإقليمية، بانتظار موافقة المرشد شخصياً على ما تمّ تداوله من قضايا وحلول متعلّقة بالشأن الإيراني.
من المؤكد أنّ إيران لا تملك ترف الوقت، وليست في وضع يسمح لها بالمماطلة والتسويف؛ لأن سيف العقوبات الحادّ ما زال مسلطًا عليها، وربما قد يطيح برقبتها في أي وقت، ومن هنا فإن كلّ البدائل والخيارات أمامها ستكون محدودة، لأنها قد سمعت بشكل واضح أن أي محاولة من جانب طهران لاختبار جدية واشنطن سوف يعيدها إلى العصر الساساني.
وسوم: العدد 797