بعض النفوس تحبّ قاتليها ، وبعضها تحبّ قاتلي أهلها ، وتزكّيهم !

أسباب القتل كثيرة : قتل النفس ، وقتل الآخرين .. القتل الفردي ، والقتل الجماعي .. القتل المباشر ، والقتل غير المياشر ، للنفس وللآخرين !

    حبّ المرء قاتلَه ..

    قال أحد الشعراء ، متغزّلاً :

    تروي كتب التاريخ ، عن عبدالله بن سبأ ، اليهودي ، الملقّب بابن السوداء ، أنه ألّهَ الإمامَ عليّ بن أبي طالب ! وكان ، بذلك ، أول مؤسّس ، لمذهب الرفض (التشيّع ) في الإسلام ! وقد تبعه أشخاص ، عدّة ، في هذا المعتقد ، فجمعهم عليّ ، ليحرقهم بالنار ! وحين رأى ابن السوداء ، النارَ ، وأيقن أنه ، سيُحرَق بها ، قال للإمام عليّ : الآن ، ازددتُ يقيناًَ ، بأنك ، أنت ، الإله ؛ لأنه : لا يُحرق بالنار، إلاّ ربّ النار ! وكانت تضحية هذا اليهودي ، بنفسه ، من أقوى أنواع التضحية ، خدمة للدين اليهودي ؛ إذّ دقّ أخطر إسفين ، في جسد الأمّة الإسلامية ، مايزال يفعل فعله ، حتّى اليوم !

القتل لوجه الله :

جاءت امرأة ، في صعيد مصر، تجرّ عنزاً ، إلى بيت قاتل مأجور، ليقتل قاتل زوجها ، مقابل العنز، التي لاتملك غيرها !  فثارت النخوة ، في رأس القاتل المأجور، وقال للعجوز: خذي عنزك ، وعودي إلى بيتك .. وسأقتل لك ، قاتل زوجك ، بلا أجر، تطوّعاً ، لوجه الله !

فكم أعداد القتلة ، اليوم ، الذين يتطوّعون ، لقتل الناس ، لوجه الله ، تحت رايات، لايعرفون: مَن رفعَها ، ولا الأهداف الحقيقية ، التي رُفعت لأجلها ، ولا إمكانية تحقيق الأهداف ، إذا عرفوها !؟

القتل غير المباشر..

 تزكية الحكّام القتلة :

 منحُهم شهادات حسن سلوك ، باسم حرّية الرأي .. من منطلقات : وطنية ، أو قومية ، أو (نضالية!) .. في الوقت الذي يرى ، فيه ، هؤلاء المزكّون ، للقتلة ، قاتلي أهليهم ، يدمّرون البلاد ، ويقتلون العباد : ذبحاً ، وسجناً ، وتهجيراً ! ولا يرحمون طفلاً ، ولا شيخاً ، ولا امرأة ! وهم أنفسهم ( مزكّو القتلة ) ، مشاريع قتلى ، لهؤلاء القتلة المجرمين ، الذين يشجّعونهم ، على الاستمرار، في هذا النهج النضالي الرائع !

منح شهادات إيمان ، لقتَلَة ، كفَرة عُتاة :

وذلك ؛ بالشهادة لهم ، بأنهم مسلمون ، من أهل الملّة والقبلة ، وأنهم أصحاب مذهب ، كسائر المذاهب الإسلامية ، وأن الخلاف بينهم ، وبين أهل السنة ، إنّما هو خلاف ، في فروع الدين، لا في أصوله .. واختلافُ المذاهب الفقهية ، معروف ، في الإسلام !

تحطيم الصفّ المخلص ، الذي يناوئ القتلة المجرمين :

بنشر الآراء الفاسدة ، بحجّة حرّية الرأي ، أو بحجّة السعي إلى الإصلاح ! أو لمجرّد الثرثرة الغبيّة ، والتفاصح الفجّ ، الذي يزعزع الثقة ، بين معارضي الإجرام .. ويبلبل النفوس ! ويوظّفه المجرمون ، في تزكية أنفسهم ، وتقوية صفّهم ، والدعاية لأنفسهم ، أمام الناس ، من مؤيّديهم ، ومن المحايدين !

وسوم: العدد 805