المؤامرة مستمرة
مرت على ثورة الشعب السوري الكريم، ثورة الحرية والكرامة سنوات ثمان، أظهر فيها هذا الشعب المقدام من البطولة ما لم تسطره أية ثورة في هذا العصر؛ رجولة وصبراً وعطاء وإصراراً وتضحيات هائلة، وكل ذلك في سبيل نيل الحرية والكرامة والحياة الآمنة، في وطن يسوده الوئام والوفاق الوطني، والانتقال السياسي السلس، وحرية الرأي واجتماع كل مكونات الشعب دون استثناء من عرق أو دين أو مذهب أو رأي، بحيث يستظل الجميع بميثاق وطني يُتفق عليه، ويتعاهد على تنفيذه.
لكن، بعد هذه السنوات الثماني، والمجازر التي ارتكبها شيطان سورية بشار الأسد، الذي قتل أكثر من مليون سوري، واعتقل وعذب حتى الموت مئات آلاف السوريين الكرام، وهدم العمران والبنيان، وأتى بطائراته وبراميله ومدافعه على كل شيء جميل في سورية، وذلك بدعم روسي مجرم، وبأيدي مليشيات إيرانية رافضية، لبست لباساً لبنانياً أو عراقياً أو يمنياً أو باكستانياً أو أفغانياً، فضلاً عن تواطؤ أمريكي وغربي ثم أممي، أقول بعد ذلك كله: يأتي اليوم متنفذون حاكمون، كانوا يدّعون عوناً لثورة الحرية والكرامة في العلن، لكنهم في الخفاء عملوا على تقويض عمل فصائل الثوار من خلال التمويل، فشتتوا صفوفهم بأوامرهم وأغراضهم المريبة، التي لا تريد لأي حراك شعب أن ينجح، خوفاً من أن تصل الثورة إلى ديارهم، فتهتز كراسيهم، ويتداعى بنيان أنظمتهم المشبوهة الأهداف والخدمة، وها هم اليوم –وحالهم يشير إليهم-، يعملون من أجل إعادة تأهيل القاتل بشار، مدمر سورية، وبائع أرضها وسمائها وسياستها وثرواتها واقتصادها وثقافتها للأعداء، الذين في مقدمتهم آل الولي الفقيه، ثم الصهاينة المغتصبون، ومن رؤوسهم الروس المجرمون والغربيون، الذين لا يريدون لأي بلد من بلدان العرب والمسلمين، أن ينال شعبه كرامته وحرية اختياره، إنهم يسعون اليوم لإعادة جزار سورية؛ مجرم الحرب، ومشرد شعبه، وقاتله، إلى الجامعة العربية، وذلك تمهيداً لإعادته حاكماً في سورية. إنهم بذلك يرتكبون جريمة إنسانية بحق الشعب السوري، تهدر كرامته، وتهدر دم مئات الآلاف، وتتناسى حقوق أكثر من نصف الشعب السوري، الذين شردهم المجرم، وهو يعمل على جلب المجرمين من أنحاء العالم، ليحلوا مكان أهل البلد تحت لافتة انسجام المجتمع.
ولكن هيهات.. هيهات، فقد سبق السيف العزل، فالشعب السوري قال كلمته، فلن يهدأ له بال، حتى يمحو من سورة الغالية كل أثر لعار وجود المجرم بشار وعائلته حاكما،ً يعلو كرسي وطن لا يطيق حتى خياله.
فإنه وإن خَفَتَ وقد الثورة الكريمة لحظات، يسترد فيها الثوار السوريون أنفاسهم، ويعيدون حساباتهم، فالمعركة ليست جولة وحسب، بل هي مستمرة حتى يتحقق للشعب مراده، رغم أن المؤامرة عليه وعلى وطنه مستمرة، ولن يخذل الله شعباً تغيا بثورته إنقاذ كل شيء جميل، أراده الله أن يكون شرفاً وعزاً لكل ابنٍ من أبناء سورية والأمة جمعاء.
فالله الله يا أمتنا؛ إننا لنهيب بكم أن تكونوا مع حق شعب سورية العربي الكريم، في رفض إعادة تأهيل المجرم، ورفض إعادة أي فعل يفضي إلى إعادته مشاركاً من جديد في تقويض لحمة الأمة وتضامنها، وقد علمتم تحالفاته المعادية من قبل..!!
وسوم: العدد 808