الرايات العِمّية : مَن يَحملها؟ ومَن يقاتل تحتها؟ ومَن يَحمل أوزار قتلاها؟
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُقتل نفسٌ ظلمًاً ، إلاّ كان على ابن آدم الأوّل ، كِفْلٌ مِن دَمها ؛ لأنه كان أوّل مَن سَنّ القتل)!
وقال ، عليه الصلاة والسلام ، في حديث : (.. ومَن قاتلَ تحت راية عِمّيّة ، يَغضب لعَصَبَة ، أو يدعو إلى عَصَبَة ، أو يَنصرُ عَصَبَة ، فقُتل ، فقِتلة جاهلية ، ومَن خَرجَ على أمّتي ، يَضرب بَرّها وفاجرها ، لايتحاشى مِن مؤمنِها ، ولا يَفي بعَهدِ ذي عَهدها ، فليس منّي ، ولستُ منه)!
فكم يَحمل العابثون بالدماء ، اليوم ؟
الخطأ الواضح، سهلة معرفته، ومعالجته! المشكلة هي: في الخطأ الاجتهادي، المعتمد على حساب القوى والمصالح ، في ظروف صعبة ، وأنساق معقّدة ؛ فهذالايعرفه ويعالجه، إلأ المتمرّسون! أمّا العامّة ، فيحصّنون عقولهم وقلوبَهم ، بأهل الذكر! قال تعالى:( فاسألوا أهلَ الذِكر إنْ كنتم لا تَعلمون). ومن لم يفعل، باء بالإثم!
والآن ، لابدّ ، من طرح بعض الأسئلة ، على العقلاء ، الحريصين ، على صفحات أعمالهم ، من التلوّث بالدماء ، التي تُسفك ، دون بصيرة ؛ سواء : أكانوا من سافكيها ، أم من المتسبّبين في سفكها ، أم من المؤيّدين لسفكها- عَصبيّة أو جهلاً - أم من الراضين بسفكها ، أم من المُنكرين لسفكها ، لكنهم يصمتون ، جبناً ، في حين أنْ لا أحد يمنعهم ، من إنكار سفكها، في وسيلة إعلامية .. فنسأل :
ما حُكم مَن قاتل الثوّار، في سورية ، وهو ابن سورية - فيما يزعم - بحجّة ردّتهم ؛ لسَلب ماحرّروه ، من الأرض.. ثمّ نسي الردّة ، أو تناساها، وظلّ يسلب ماحرّروه ، ويستحلّ دماءهم.. ثمّ اشترط ، أن يكون زعيماً عليهم ؛ للاتفاق معهم ، في مواجهة قوى الاحتلالات : الأسدية والصفوية .. والروسية والأمريكية .. والمليشيات المجتمعة ، من كلّ ملّة ونحلة ، ومن سائر قارّات الأرض ؛ لقتل شعب سورية : رجالاً ونساء وأطفالاً ، ومرضى وعجزة ! وفوق هذا ، يتسبّب ، في قتل الأبرياء ، الذين لم يقتلهم بيده ؛ إذ يستجلب لهم ، قوى الروس والفرس ، وغيرهم ، ليقتلوهم ، بحجّة محاربته، هو؛ لانه مصنّف ، لديهم، إرهابياً! وهو يعلم ذلك، جيّداً، ويُصرّ، على التمسّك بالمنهج ، الذي صُنّف ، إرهابياً ، على أساسه ! مع النصائح المتوالية، عليه ، لتغيير منهجه ، دون أن يؤثّر ذلك التغيير، شيئاً ، في قتاله ضدّ الأعداء ؟
وما حُكم مَن قاتل أبناء بلده ، وقَتل منهم الألوف ، وتسبّب ، في قتل الألوف ، منهم ، ومن أهليهم ، في حروب عبثية ، تحت حجج شتّى ، وذرائع مختلفة : طائفية ، وعرقية ، وسياسية..نصرة لهذا الطرف السياسي، أو ذاك؟
وما حُكم مَن بذلَ ، من أموال شعبه ، الملايين ؛ لاستئجار مرتزقة ، يقتلون أبناءَ ملّته ، في دول عدّة ، نصرة منه : لمغامر منحرف ، عسكري أو مدني ، يلهث ، وراء زعامة فارغة ، أو سيادة لاحقّ له ، فيها ؟
نقول : ماحكم هؤلاء ؟ وما حكم الدماء البريئة ، التي يسفكونها ، أو يتسبّبون ، في سفكها، بأموالهم وأسلحتهم ، في بقاع مختلفة ، من بلاد المسلمين؟
وسوم: العدد 830