التوقيت الذي يثير أکثر من تساؤل
يتميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأنه يسعى من أجل تحقيق أهدافه وغاياته بکل الطرق والوسائل الممکنة بل وإنه أحيانا لايتورع من إستخدام أية وسيلة کانت في سبيل أن يحقق هدفه، فهو على سبيل المثال، لايکتفي مواجهة وتصفية معارضيه بالطرق والوسائل القانونية التي يجيرها لصالحه وإنما يقوم أيضا بتصفية معارضيه بطرق واساليب إرهابية وليس المعارضين فقط بل وحتى من لايوافقه الرأي والموقف حتى وإن لم يکن معارضا کما جرى في الاغتيالات المتسلسلة التي جرت في أواسط العقد الاخير من الالفية الماضية.
النظام الايراني ومن أجل أن يضمن إسکات أي صوت معارض أو مضاد له، فإنه يتوسل وکما أسلفنا بکل الطرق والاساليب المختلفة، ولکن وعندما يکون الطرف المعارض ذا دور ونشاط مستمر ومتواصل وذا تأثير داخلي وخارجي نظير منظمة مجاهدي خلق فإن الامر والى جانب تلك الطرق والاساليب المختلفة، يأخذ سياقا وإتجاها غير مألوف، إذ إن النظام الايراني إضافة الى حملته واسعة النطاق ضد مجاهدي خلق والتي شملت کل النواحي السياسية والفکرية والفنية والامنية والسعي من أجل تشويه وتحريف التأريخ النضالي للمنظمة بحيث وصل الامر الى حد تأليف أکثر من 500 کتاب ضد المنظمة وعشرات المسلسلات الدرامية والمسرحيات والافلام السينمائية والمسلسلات الاذاعية والندوات والمٶتمرات المختلفة، لکن الذي لفت النظر أکثر إن النظام وبعد أن قام بکل هذا ورمى المنظمة بتهم النفاق والعداء للإسلام، فإنه وعن طرق أقلام ووسائل إعلام مأجورة صار يوحي ولاسيما لبلدان المنطقة والعالم بأن منظمة مجاهدي خلق لو إستلمت الحکم فإنها لاتختلف عن النظام من حيث توجهاتها الدينية!!
الاهم من ذلك والذي يجب الانتباه إليه هنا هو إن النظام يقوم کل سنة وفي المناسبات الخاصة التي تهم منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية بتوجيه أقلام ووسائل إعلام محددة من أجل کتابة مقالات أو بحوث مضادة وخصوصا في مناسبة تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يصادف في العشرين من شهر حزيران 1981، أو التجمع السنوي للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية والذي يتم عقده في حزيران من کل عام وإنعقاده على الابواب، حيث تبدأ هکذا مقالات تم تأليفها وإعدادها مسبقا بالظهور هنا وهناك وتنشرها بعض المواقع عن سابق قصد وإصرار فيما تنشرها أخرى من دون أن تضمر أية نوايا سيئة تجاه المنظمة والمقاومة الايرانية بل لمجرد ظنها بأن ذلك مجرد رأي وموقف يعبر عن کاتبه في حين إن المسألة أبعد وأعمق من ذلك، ولأن التجمع السنوي للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية يتزامن مع أحداث وتطورات کلها في غير صالح النظام وإن دور ومکانة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في تألق وبروز غير عادي ولاسيما من حيث کونها ندا وبديلا أساسيا للنظام، فإنه من الطبيعي أن تکون هناك مقالات متحاملة وغير عادية ضد مجاهدي خلق على وجه الخصوص من أجل النيل منها ومن دورها النضالي ومن أجل صرف الانظار عنها والتشکيك بها، ولکن هيهات هيهات، فذلك وکما يقول المثل المصري الشهير:”عشم أبليس بالجنة”!
وسوم: العدد 882