إسرائيل تنضم إلى معسكر «الممانعة»
فيديو ألعاب أحمد موسى يفضح إعلام الإنقلاب
لا أعرف بصورة محددة ما الذي خطر في ذهن الفريق العامل مع وجه تلفزيوني مصري مخضرم من وزن الزميل أحمد موسى، وهو يسمح بالخطأ الذي يرقى إلى مستوى الفضيحة المهنية على رؤوس الأشهاد وأمام ملايين المشاهدين لشاشة محطة «البلد» .
صاحبنا وعلى طريقة التسحيج الاحترافية لنشطاء اليسار العربي أو لبعضهم برز حماسيا للغاية وهو يزف البشرى لمشاهديه مبلغا بعرض شريط فيديو بعنوان «كيف يصطاد الروس الإرهابيين في سوريا»؟
الأمر لم يحتج للكثير من الوقت فحتى الأطفال التقطوا المفارقة بعدما تبين أن شريط الفيديو الذي يظهر معتما في الواقع ليس أكثر من لعبة الكترونية يمارسها طلبة المدارس واسمها «بتل فيليد».
حزنت شخصيا على الزميل موسى، وهو يطالب المشاهدين بمراقبة «.. الرجال الروس وهم يصطادون المجرمين».. أغلب التقدير أن مسؤول المونتاج مرر اللعبة على أساس عدم وجود مشاهدين أو فتية يمكنهم الانتباه، ومن جانبي أعفي الزميل موسى من تهمة الرصد والإصرار، وإن كان يتحمل بكل الأحوال المسؤولية المهنية والأخلاقية .
الأهم هو الخشية من أن تتحول صناعة الإعلام الفضائي في بلد مدرسة في المهنية مثل مصر إلى إنتاج أطنان من هذه «الهمبكات».. لا أعرف طريقة يمكن أن تؤدي لنجاح ثورة أو انقلاب يقبل أو تقبل بكل هذا الكم من «الهمبكة».
إسرائيل والممانعة
على كادر في الكاميرا يتضمن صورة للشيخ حسن نصرالله في مقابلة مطولة لمحطة «الميادين»… طرحت «الجزيرة» السؤال التالي: هل إنضمت إسرائيل إلى محور «الممانعة»؟
طبعا، سبب السؤال مشاعر الخجل والتبرير التي اجتاحت الرفاق في بقايا التيارات اليسارية «المسحجين» لأبو علي بوتين، وهم يتعاملون مع لسان نشطاء التيار الإسلامي الذي لعلع في الفضاء مقابل اليسار بعد الإعلان عن تدابير الطلعات الجوية التنسيقية فوق سوريا بين سلاح الجو الإسرائيلي ونظيره الروسي.
أعرف شخصيا يساريين ابتلعوا ألسنتهم حتى مؤشرات الاختناق، وهم يبحثون بهوس عن تبرير التنسيق العملياتي الروسي مع إسرائيل، وأعرف بالمقابل أصدقاء من جماعة تهمة «اليمين الإمبريالي المتعفن» زغردوا ومطوا لسانهم في الهواء أكثر مما ينبغي في وجه اليسار العربي.
كلاهما إستعمل اللسان في موقع خاطىء في رأيي، فالرفيق يشعر بالخجل والتلعثم لأنه لم يدرك بعد بأن البسطار الروسي لا يختلف كثيرا عن البسطار الأمريكي وكلاهما يحضران للمنطقة لأغراض لا علاقة لها بالتأكيد بـ«تحرير» الكرامة العربية.
الإسلامي في المقابل يشبه من يحتفل بطهور إبن جارته، فهو بلا برنامج وتوهم كثيرا في الأمريكيين، ويفترض بأن النظام السوري أصلا كان بعيدا عن إسرائيل طوال عهود وعبث خطاب الممانعة البائس.
أنا المواطن الفقير إلى الله مستعد لأن أحل اللغز للجميع: إسرائيل لم تنضم لمحور الممانعة لسبب بسيط جدا: لا يوجد أصلا شيء إسمه محور الممانعة، فالقصة كانت «كذبة» في دمشق لتبرير نهب ثروات الشعب السوري لصالح فئة من القطط السمان، وكانت «مزحة» في إيران لتبرير إحتلال العراق، وتهديد دول الخليج، أما في حزب الله يبيع فقط الفستق الإيراني ويفتح ويغلق عندما تأمر طهران.
بسام البدارين
وسوم: 638