لماذا لم تتزوج حتى الآن؟
سؤال يتكرر طرحه على كثيرين من الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين، وعلى بعض من تجاوزوا سن الثلاثين، حتى صاروا يضيقون بكثرة طرح هذا السؤال عليهم، ويسأمون تكرار الإجابة عنه، فبدأوا يغيرون إجابتهم، في محاولة منهم لمنع إطالة النقاش حول هذا الموضوع.
كذلك النساء يُطرح عليهن هذا السؤال، ولكن في سن أصغر، فما إن تتجاوز الفتاة العشرين من عمرها حتى يصدم سمعها «شو قصتك... ليش ما تزوجت»؟
ويزداد السؤال إزعاجا حين يتضمن غمزاً و لمزاً «لا تتشددي كثيرا... اقبلي بأي رجل... قبل أن يفوتك القطار»!
وإزعاج هذا السؤال لا يقتصر على الشباب والبنات الذين تأخر زواجهم، إنما على أهاليهم أيضا: «لماذا لم تتزوج بنتك... مشيها أريح لك و لها»!
وكذلك الأب يسمع من يقول له: «حرام عليك..لا تؤخر زواج ابنك»، في اتهام واضح له بأنه هو من يؤخر زواج ابنه.
إن غير قليل من أسباب تأخر الزواج لا يستطيع الأهل كشفها، فلا تحرجوا الأهل وأبناءهم وبناتهم بطرح ذاك السؤال عليهم.
كذلك علينا أن نحسن إسلامنا بترك السؤال عما لا يعنينا، قال النبي صلى الله عليه و سلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»... صحيح الجامع.
ولا ننسى أنه ما من نسمة كائنة إلا وهي كائنة، قال صلى الله عليه وسلم: «اعزل عنها إن شئت فإنه سيأتيها ما قُدِّر لها»... صحيح مسلم، وزواجها هو ما قدر لها.
وإذا كان السائلون حريصين على زواج ذلك الشاب أو تلك الفتاة فليسعوا في زواجهما بدلاً من السؤال عن أسباب تأخر ذاك الزواج، وذلك بأن يرشحوا للشاب فتاة، ويرشحوا للفتاة شاباً.
وفَّق الله الشبان إلى بنات صالحات، ووفق الفتيات إلى رجال صالحين ؛ وألَّف بينهم وأسعدهم.
وسوم: العدد 718