ماذا كان سيحدث لو اقتحم الزفزافي منصة موازين
ماذا كان سيحدث لو اقتحم الزفزافي منصة موازين وصادر الميكروفون من مطرب أو مطربة وحل محلهما لينتقد موازين ؟؟؟
في سابقة غير مسبوقة تجرأ المدعو الزفزافي على منبر الجمعة في مدينة الحسيمة، وقاطع الخطيب ضاربا عرض الحائط حديثا من أصح أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث يحفظه كل المغاربة بما فيهم أهل الريف عن ظهر قلب، ويتلى عليهم في جميع مساجد البلاد قبل رفع الأذان ساعة الجمعة ، وهو حديث يحفظ لمنبر الجمعة قدسيته ، ويمنع كل صوت أو حركة تشوش على من يعلوه خطيبا ، ويبطل صلاته إن فعل . والمعهود في المغاربة تقديس وتوقير كل ما له صلة بالإسلام، ومنهم أهل الريف الذين منهم المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه الله الذي لم يكن يرضى بشرف الأمازيغية بديلا عن شرف الإسلام ، وكان يجاهد ويقاوم باسم الإسلام لا باسم الأمازيغية كما يزعم اليوم الذين يريدون الارتزاق باسمه لأغراض طائفية بخسة ومكشوفة . ومن توقير المغاربة لكل ما له صلة بالإسلام أن كل من أو ما يدخل ضمن حرم المساجد يحظى بما لها من قدسية . فالحجر على سبيل المثال تدوسه الأقدام خارج حرم المساجد ، فإذا صار صعيد تيمم داخل المساجد صار له شأن آخر . وحتى أكثر اللصوص جسارة على السرقة في بيوت الله قد يسرقون أحذية المصلين ونعالهم ،ولكنهم لا يجرؤون على سرقة نعال يستعملها المصلون في وضوئهم لارتباطها بقدسية المساجد . ولمنابر الجمعة في نفوس المغاربة مكانة عظيمة ، فهم يقدسونها حبا في الإسلام، ويضفون على من يعلوها احتراما قد يصل أحيانا حد التقديس ، لا تقديس الخطباء كرجال بل تقديس الذكر الذي يبلغونه من أعلى تلك المنابر . ولا يجرؤ حتى السكارى ولا المجانين على المساس بقدسية المساجد ، فلا يقربونها كما يقربون كل مكان ، ولكن زفزافي الريف ـ والزفزف في اللغة العربية تعني الخفيف أو النعام ـ ركب خفته وتجرأ على منبر الجمعة لأن الخطيب لم يساير هواه الانفصالي والطائفي ، وقطع الذكر بأقبح اللغو وساقطه ، واستخف بعقول شرذمة تتبعه وأتى من المنكر ما أتاه الأعرابي الذي تبول في زمزم لينال شهرة، فنال اللعنة إلى يوم الدين . وماذا لو تجرأ خفيف الريف على منصة موازين وصادر الميكرفون من مطرب أو مطربة وأطرب الجمهور بسفاهته التي تجرأ بها على بيت الله ؟ أقسم لو أن نفسه حدثته بذلك حديثا داخليا لجبن جبن النعام ، أما لو حرك ساكنا يريد ذلك لمزقه جمهور موازين غضبا للطرب كل ممزق ، ولصفّد كتصفيد مردة الجن في رمضان ، وألقي في غياهب السجن مذموما مدحورا ،ولكنه حين تجاسر على منبر الجمعة صار بطلا ، وحماه من استخف بعقولهم بمهجهم ، وحالوا دون اعتقاله ، ورجموا قوات حفظ الأمن بالحجارة ، وأشبعوها سبابا وشتما وكأنها قوات احتلال ، وذلك ما يلقنه سفها خفيف الريف أو نعامته للذين يستخف بعقولهم . ولست أدري ماذا كان موقف جمهور المصلين ومنبر الجمعة تنتهك حرمته ؟ ولست أدري لماذا لا تخصص الوزارة الوصية على الشأن الديني حراسة تحرس منابر الجمعة في حين لا توجد إدارة عمومية ولا خاصة في الوطن إلا وتتوفر على حرس يحرسها ؟ فهل حرمة تلك الإدارات أكبر من حرمة بيوت الله عز وجل وهي الأولى بأن تصان حرمتها وقدسيتها . ولا شك أن الذي أغرى خفيف الريف بالجرأة على منبر الجمعة هو التيار المتجاسر على الإسلام الذي تتعهده بعض المواقع الإعلامية وتقوم بالدعاية له انتصارا لتيارات فكرية لها حساسية ضده . ومما ساعد على التجاسر على دين الأمة ومشاعرها الدينية هو غياب تفعيل الضوابط والقوانين المجرمة لذلك ، وسكوت الوزارة الوصية على الدين عن ذلك . ويتنامى يوما بعد يوم تيار التجاسر على الإسلام وهو ما أفضى إلى فعل زفزاف الريف الذي يعتبر فعله سابقة ، والذي قد يغري سفهاء آخرين بأفعال مشينة شبيهة . ولقد أساء خفيف الريف إلى حراك أهل الريف الذين تحركوا من أجل تنمية جهتهم لا من أجل مسايرة أهواء الأغرار الحالمين بالانفصال عن الوطن والحاملين لخرق تشهد على سفاهتهم وخفة عقولهم يبغونها بديلا عن علم البلاد الذي يوحد أطراف الوطن وجميع المواطنين ، ولا يريد عنه بديلا إلا مشكوك في صدق وطنيته .وأخيرا نقول للزفزافي لقد جزت قدرك إذ تجاسرت على منبر الجمعة ، وتخطيت خطا أحمر لا يجرؤ عليه إلا من سفه نفسه . وإن المغرب سيظل موحدا من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ومن بره إلى بحره ، وسيظل الإسلام راسخا في قلوب المغاربة عربهم وأمازيغهم حتى تقوم الساعة ، والويل والثبور وعواقب الأمور لمن سولت له نفسه المساس بثوابت الأمة المغربية دينا ووطنا .
وسوم: العدد 722