المرأة المفترية.. والوكسة الحضارية!
في اليوم العالمي للمرأة تنهض الجمعيات النسائية والمجالس القومية، وأجهزة الدعاية من فضائيات وإذاعات وصحافة ومؤسسات ثقافية واجتماعية، لإشعال مهرجان مظلومية المرأة في المجتمع الشرقي الذكوري الظالم، والدعوة إلى تمكين النساء، والمطالبة بنسبة (كوتة) للمرأة في المجالس النيابية والوزارات التنفيذية، لتحقيق العدالة والمساواة بين الرجل الظالم والمرأة المظلومة، فضلا عن ارتفاع أصوات أهل التقدم والاستنارة من الشيوعيين والماديين والسائرين في الزفة بتغيير الخطاب الديني( أي تغيير الإسلام) لتخلع المرأة الحجاب وتتساوى مع الرجل في الميراث، وتتقدم الرجال للإمامة في الصلاة وغيرها! بالطبع لا يفكرون في السجينات ظلما!
لاحظت على مدى أسبوعين تقريبا تزايد عدد الحوادث التي صنعتها المرأة، وخلفت مظالم آثمة، وخطايا قاتلة، وجراحا غائرة. ما طالعته يعد قمة جبل الثلج الطافية ، أما ما غاب عن صفحات الصحف التي طالعتها ولم أطلع عليه، أو لم ينشر أصلا؛ فأظنه كثيرا جدا في مجتمع تجاوز التسعين مليونا. لم يعد الرجل وحده في ميدان الجريمة. سأكتفي بالإشارة إلى بعض العناوين:
زوجة تهرب مع عشيقها وتزعم اختطافها وتطلب 200 ألف جنيه فدية من زوجها بالجيزة، 21 فبراير 2018
سيدة تدفع لزوجها مليون جنيه ليتنازل عن دعوى زنا.. وتفاجئه بقضية طلاق للضرر، 21 فبراير 2018
المشدد7 سنوات لرجل وامرأة لقتلهما عاملا هددهما بفضح علاقتهما الحرام بالسلام، 20 فبراير 2018
اتهام مذيعة بقناة المحور بالفعل العلني الفاضح وخدش الحياء العام وتشويه صورة الرجل المصري، ونشر أخبار كاذبة،(18مارس أولى جلسات المحاكمة)، 20 فبراير 2018.
تفاصيل محاولة مهندس وزوجته قتل والدته المسنة طمعا في أموالها بأكتوبر، 20 فبراير 2018
عاطل يقتل زوجته بالإسكندرية لشكه في سلوكها، 19 فبراير 2018
زوجة تتزوج عرفيا من صديق زوجها وتتفق مع الأول على قتله بعد الفضيحة بالغربية، 19 فبراير 2018
"الحب القاتل".. سيدة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها. 28 فبراير 2018
العشيق قتل الرضيعة وأمها ساعدته في إخفاء جثتها. 1/3/2018
الزوجة وعشيقها تخلصا من الزوج ليخلو لهما الجو. 1/3/2018
رغم إنجابها 7 أبناء تتخلص من زوجها بعد 20 عاما من الارتباط. 3/3/2018
قاتل ابن عشيقته في شبرا: اكتشف علاقتي بأمه فعذبته حتى الموت. 03 مارس 2018. قاتل طفل شبرا: أمه استغلتني جنسيا رغم صغر سني. 04-03-2018
انتحار زوج بسبب خلافات مستمرة مع زوجته بالمنيا. 03 مارس 2018
عامل يضبط زوجته في أحضان سائق على فراش الزوجية في السنطة بالغربية
04 مارس 2018.
الفاعل في هذه الحوادث امرأة. الرجل تابع أو شريك بالتبعية، أو هو أداة مستعملة بوساطة المرأة، والدافع في معظم الأحوال أو كلها هو الشهوة الحرام أو الطبيعة المنحرفة التي تتقدم في بعض الأحيان غريزة الأمومة العظيمة. لا مكان هنا للحلال أو الحرام. التربية الدينية بعيدة عن السياق. الحياء أو الخجل الذي توصف به المرأة عادة ذهب مع الريح.. حادثة السيدة التي تدفع لزوجها مليون جنيه ليتنازل عن دعوى زنا.. وتفاجئه بقضية طلاق للضرر، تعبر عن سلوك شيطاني، لم تعرفه المرأة من قبل، وقد حظيت بتعليقات عديدة وقاسية من أصحاب الضمائر، فقد أقامت حياة زوجية مشوهة، مليئة بالصراعات والمصلحة المشتركة، استمرت 7 سنوات، قررت فيها الامتناع عن الإنجاب منه، وأخذت زوجها ستارا لتفعل ما يحلو لها، وقرر شريك حياتها أن يعيش برفقتها بسبب إنفاقها عليه، وعندما ملت الزوجة منه، ووجدت البديل، رفض منحها الطلاق، وتزوجت عرفيا على زوجها الديوث- على حد وصفها- طوال عامين، وكان يعلم ما ترتكبه، ولم يفتح فمه، بسبب ما يعيشه من العز والنعيم، إلى أن انفصلت عن زوجها العرفي وعادت له مرة أخرى .من هذه التعليقات:
كلاكما يستحق الآخر !!- جمالك سبب غرورك وضياعك- قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يدخل الجنة ديوث . قالوا وما الديوث يا رسول الله . قال (الذى لا يغار على عرضه) صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
إن هذه النوعية الباحثة عن الحرام، لا تبالي بأية قيمة، وإلا ما بالنا بأم- لا تستحق لقب الأم!- تفرط في حياة ابنها، وتشهد مقتله لئلا ينغص عليها متعتها. يقول القاتل:
«علاقتي معها أخذت في التطور عن طريق ترددي على الكافيه لبيع الحشيش، أنتظرها لتوصيلها ورغم أن عمرها 28 سنة وفارق السن بيننا نحو 11 عاما (عمره 17) إلا أنها طلبت مني مباشرة وبدون أي مقدمات أن أمارس معها(..) لأنها في حاجه إليه، وأخبرتني أنها أرادت رفع قضية للطلاق من زوجها، ولكنها خافت على ابنها لو تزوجت من رجل آخر». واستطرد قائلا: «لم أتردد في الموافقة، فأنا في سن مراهقة، وعندما وصلنا إلى شقتها طلبت مني أن أدخل حجرة النوم مباشرة حتى لا يراني نجلها..... وكانت أول مرة في حياتي...، وبدأت أتردد عليها كل ليلة عقب خروجها من الكافيه لنمارس الرذيلة». وأضاف: «ليلة الحادث نسيت الأم أن تغلق على نجلها الحجرة، فاستيقظ فجأة ليلا وسمعنا نمارس الرذيلة ففتح الباب ليجدني... أنا وأمه، فخرج باكيا من الشقة وانتظرته حتى عاد وأمسكته ورطمت رأسه في الحائط عدة مرات ليسقط على الأرض مفارقا الحياة!».
قررت النيابة حبس المتهم وأم الطفل 4 أيام، ووجهت للأول تهمة القتل العمد، وللثانية تهمة استغلال حدث، وصرحت النيابة بدفن جثة الطفل! لا اعتبار هنا للأخلاق أو القيم أو الحرام والحلال أو الدين... السؤال: لماذا طفت مثل هذه الظاهرة على سطح حياتنا الاجتماعية؟ شيء من الإجابة بإيجاز شديد:
1- الحرب على الإسلام مذ بدأ الحكم العسكري عقب انقلاب 1952 حتى اليوم، فلا تربية دينية بالمدارس، ولا اهتمام بالأزهر الذي يتم تخريبه مع استمرار الحملات المتتابعة ضده.
2- تسخير وسائل الإعلام والفنون المختلفة وخاصة السينما والدراما، لتشجيع التحلل من الأخلاق والقيم، بوصف ذلك طريق التقدم والتفوق.
3- الإعلاء من قيمة المادة وتشجيع الفهلوة والشطارة، وتقويم القيم بالقرش.
4- انهيار التعليم والثقافة، والفشل الاقتصادي والاجتماعي، وهيمنة الاستبداد والفساد، وافتقاد العدل والمساواة... وهو ما ينبئ بمستقبل غامض ومظلم!
الله مولانا. اللهم فرج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!
وسوم: العدد 763