إلاّ الأذلاّن ..!
قال الشاعر :
ولا يـقيم على ضَـيم يـُراد به إلاّ الأذلاّن : عَـيْـرُ الحيّ والوتـدُ
هذا على الخَسف مربوط برمـّته وذا يـُشَجّ .. فلا يَـرثي لـه أحَـدُ
هل هذا هو حال الشعب السوري ، الرازح تحت نير الاستبداد البشع ، منذ ما يقرب من نصف قرن !؟ ربّما ..!
لكن ثمّة أسئلة ، لابدّ من طرحها ، قبل الإجابة ب (نعم) .. أو (لا) !
* هل أجري استفتاء ، شمل شريحة واسعة من أبناء الشعب السوري ، حول نوع الإحساس، الذي يحسّ به المواطن السوري ، تحت حكم الزمرة الحاكمة، ومن سبقَها، أم أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال .. وأن النهار لايحتاج إلى دليل ، كما قال الشاعر:
وليس يَصحّ في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليلِ
* إذاكان قد أجري استفتاء ، حول هذا الأمر، فهل تبيّن أن إحساسات الساسة ، والمثقّفين، والعلماء ، والمفكّرين ، والأدباء ، وأصحاب الرأي.. مماثلة لإحساسات الناس البسطاء العاديين ، الذي لايهتمّون بغير أمور حياتهم اليومية ، من طعام ، وشراب ، وكساء ، ودواء ، ومسكن .. أم هي مختلفة عنها ، بحكم طبائع الأشياء !؟
* إذا لم يكن قد أجري أيّ استفتاء ، لأن السلطات الحاكمة ، تَمنع هذا ، بل تحرّمه ..إلاّ أن يتمّ بإشرافها وتوجيهها ، وبما يخدم مصلحتها .. وإذا تبيّن أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال ، وأن مأساة المواطن السوري ، أوضَح من أن تخفى على بصير .. إذا كان ذلك كذلك ، فإن الأمر يستدعي أسئلة أخرى ، من نوع مختلف .. من أهمّها :
ـ مانصيب المواطن العادي ، من المسؤولية ،عمّا هو فيه ، من ضيم وقهر واضطهاد !؟ وما نصيب المثقّف ، والمفكّر ، والسياسي ، والعالم ، والأديب .. من هذه المسؤولية !؟
ـ وإذا كانت النخَب المثقّفة ، تعطي نفسَها حقّ القيادة والريادة ، للجماهير البسيطة.. فما حقّ هذه الجماهير،على هذه النخب ، من حيث اتّصافها بصفات القادة، المؤهّلين للقيادة، واكتساب ثقة الجماهير!؟ (وصفات القادة المؤهّلين لقيادة الشعوب ، معروفة نظرياً ، في الكتب والدراسات ، والبحوث المخصّصة لها .. وفي الممارسات العملية ! ولو كان كل مَن تصدّى لقيادة الناس ، مؤهّلا بالضرورة ، أو بالادّعاء .. لكانت أسرة أسد وزبانيتها، أولى الناس بقيادة الشعب السوري ، ولا يحتاج الناس إلى أن يستبدلوا بها قوماً آخرين!).
وسوم: العدد 763