اختطاف المصطلحات ... !!
إنَّ اختطاف البعض للمصطلحات من قبل أن تنضج في أذهانهم دلالات ومقاصد من نحتوها وصاغوا عبارتها أمرٌ سئ وخطيرٌ .. وعلى سبيل المثال : فإنَّ (الحكم الرشيد ) مصطلحٌ بلورته نخبة من كبار المفكرين في العالم مع مطلع السبعينات من القرن المنصرم من أبرزهم سيدي الوالد فضيلة البروفيسور الدكتور حامد الرفاعي ..والحكم الرشيد : لا يعني استنساخ العهود الراشدة في مسيرة التاريخ الإسلامي .. الحكم الرشيد : باقة من القيم والمثل والمبادئ الإنسانيَّة التي آمنت بها غالب الأديَّان الربَّانيَّة والبشريَّة والنظم ومذاهب الفلسفات الروحيَّة والثقافيَّة .. التقت عليها رؤية وإرادة أولئك المفكرين الأفذاذ فانتخبوها مفصولة عن خصوصياتها العقديَّة .. لأنَّ العقائد بفهمهم شأن ذاتي بين الإنسان وربِّه محسوم أمرها عند من اعتقدوها لا تقبل عندهم التعديل ولا المساومة ولا المقايضة .. وعلى هذا الأساس أطلق القرآن قاعدته الربَّانيَّة الخالدة( لكم دينكم ولي دين) أي لكم اعتقادكم ولي اعتقادي .. أمَّا قوانين وشرائع تسيير شؤون الحياة وعمارة الأرض واستثمار مسخرات الكون ومكنوناته .. فهي أمر تكاملي وتنافسي لتحقيق الأفضل لمصالح النَّاس كافة.. لذا فإنَّ اختطاف أحد الكتَّاب لمصطلح (الحكم الرشيد) وإضافته إلى فصول كتابٍ له بعنوان(نظام الحكم في الإسلام ) واستخدامه في سياقات تتناقض مع دلالات ومقاصد من اصطلحوا عليه ..لأمرٌ غير مقبول وفيه إفساد وتشويش للأفكار وخلطها ممَّا يُعمِّق اضطراب المفاهيم لدى الأجيال .. وبدفع بها باتجاه فلسفة ما يُسمى(الفوضى الخلاقة ..بل الخراقة المدمرة) وللأسف هذا ما جرى من قبل من هذا الكاتب باختطاف مصطلح (شركاء ..لا أوصياء) واستخدامه في سياقات بعيدة وربما متناقصة مع مقاصد من صنعه وهو سيدي الوالد البروفيسور الدكتور حامد الرفاعي..وهذا التنويه لا يعني بحال احتكار المصطلحات والمفاهيم ..وإنمَّا القصد تنسيق المفاهيم ودلالاتها لنبني ثقافة جامعة متينة متزنة راشده لا خلط بها ولا اضطراب .. والله سبحانه من وراء القصد.
وسوم: العدد 784