تغوّل
تغوّلت الدولة المعاصرة حتى استبدت بكل شيء وتحكمت بمصائر كل شيء
فبيدها السلطة والمال والقوة والثقافة والاعلام والغذاء والدواء والراتب الشهري
وهي التي تقرر اتصالاتك وسفرك وتعليم ابنائك وحتى من تتزوج حيث يسمح الزواج من هذه دون تلك
الدولة المعاصرة أحالت الانسان الى مجموعة أوراق ثبوتية فلها ان تستعبد انسانا وتحبسه وهو طليق عشرا من السنوات لاجل وثيقة او ختم او امضاء بسبب موقف او معلومة او موظف جاهل او لا يخشى الله
لا فرق في ذلك بين غربي العالم وشرقيه وبين اسلاميه وغير اسلاميه
هل ستقبل الانسانية مزيدا من القيود والأغلال والقوانين يفرضها قلة قليلة من اصحاب السلطة والمال او لانها ستبدع أنظمة أخف وطأة على الانسان فتجعله أكثر حرية وانطلاقا ليؤدي دوره في هذه الحياة
او أنها سترضخ يوما بعد يوم لانظمة معاصرة في السياسة والاقتصاد والتعليم تزيده انضباطا وتجعله قطعة في ماكنة الحياة التي لا يملكها هو
قد لا يبقى للانسان المعاصر المسكين الا التنعم بالشهيق والزفير وامكانية الاتصال بالهواء دون ضريبة مع انتباهه ان لا يورط نفسه بالاعتراض على تلويث هذا الهواء من مصالح أرباب السياسة والمال
لنر معا الى أين تسير البشرية.....
وسوم: العدد 785