سُلْطَانُ اللَّهِ .. أمْ سُلْطَانُ المُسْلِمين ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

بل سلطان الله.. بعض المسلمين يظن أن من واجبات المسلمين إجبار النَّاس كافة على الدخول في الإسلام .. من أجل أن يصبح الإسلام دين البشريَّة قاطبة.. دون أن يدركوا الفرق بيـن واجب السعي للتعريف بالإسلام وبين مظلمة إكراه النَّاس على الدخول في الإسلام.. فالتعريف بالإسلام أمر واجب بل فريضة لقوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ". أما الإكراه في الدين فأمر منهي عنه لقوله تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ". والبعض يذهب إلى أكثر من ذلك فيعتقد بأن من واجب المسلمين إقامة دولة الإسلام العالميَّة في الأرض.. ليخضع النَّاس جميعًا على اختلاف انتماءاتهم لسلطان وإمامة المسلمين..؟! وليصبحوا مواطنين في دولة الإسلام الكونيَّة.. دون أن يدرك هذا البعض الفرق بين أن يخضع النَّاس جميعًا رغبةً وطواعية لسلطان الله تعالى في الأرض.. وبين أن يخضعوا لسلطان المسلمين بالقوة والإكراه.. بكل تأكيد نحن المسلمين نعتقد ونرغب أن يخضع النـــاس جميعاً لسلطان الله تعالى.. وأن يسوسوا مجتمعاتهم وفق قيم رَبَّهم جل شأنه ومنها:

الإيمان بالله وحده وعدم الشرك به. التعاقد بين الحاكم والرعيَّة. عمارة الأرض وإقامة العدل. صون قُدسيَّة حياة الإنسان وحريَّته وكرامته، ومصالحه. وصون سلامة الأرض والبيئة وعدم الإفساد فيهما.

ولكننا لا نسعى ولسنا مكلفين ديانة أن نتفرد نحن بحكم العالم بهذه المبادئ.. ولكن المطلوب منا ديانة والمكلفون به وجوبًا.. أن يكون المسلمون الأنموذج العملي الراشد لتطبيق سلطان الله تعالى في بلدانهم.. وليكونوا كما أراد لهم ربهم: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ".

وسوم: العدد 810