أيّهما أسهل : إزالة رجل ، أم إزالة جيش ؟ وكيف تعامل المتحاربون ، مع الأمرين ؟
في العهود القديمة ( من السيرة النبوية) ..
خالد بن سفيان الهُذَلي: كان خالد بن سفيان الهذلي ، يجمع الجيوش ، في ظاهر مكّة ، لغزو المدينة المنورة .. وقد اجتمع له عشرة آلاف مقاتل !
استدعى النبيّ ، الصحابيّ عبدالله بن أُنَيس ، وأخبره بخبر الهذلي ، وطلب منه أن يذهب إلى مكّة ، ويقتله ، ويعود ! فطلب منه عبدالله ، أن يصفه له ، فوصفه !
وانطلق عبدالله ، إلى مكّة ، وسأل عن خالد ، فدُلّ عليه ، وحين وصل إليه ، أخبره ، بأنه علم بأنه يحشد جيشاً ، لغزو المدينة ، فجاء ليقاتل معه ! فسُرّ خالد بهذا ! وقال له عبدالله : إن لي معك حاجة ، على انفراد ، فسار معه خطوات ، إلى وراء تلّة صغيرة ، فقتله ، وعاد إلى مكّة ، مسرعاً ، وكان الليل قد خيّم ! فانتظر أتباع خالد صاحبَهم ، وحين رأوه تأخّر، ساروا إليه ، فوجدوه قتيلاً ! وانفضّ جيشه ، الذي كان يُعدّه، لقتل مئات المسلمين!
في العهود الحديثة ..
كليبر:
في أثناء غزوة ناليون بونابرت ، لمصر، وصلته أخبار، بأن الأوضاع ، في غيابه ، قد اضطربت ، في بلاده ! وعاد إليها مسرعاً ، تاركاً الجنرال كليبر، نائباً عنه ، في حملته على مصر! وكان ثمّة شابّ سوري ، اسمه سليمان الحلبي ، يدرس في مصر، في الأزهر، فقرّر أن يقتل كليبر، وقتله .. وانفضّت حملة نابليون ، وعاد جيشه ، إلى بلاده !
نماذج من التاريخ الإسلامي :
قَتل المجوس ، الخليفة العادل ، عمر بن الخطاب ، فاضطرب وضع المسلمين ؛ لمكانته فيهم، ولمؤهّلاته النادرة ، التي افتقدوها ، بوفاته !
وقتلت الدهماء ، التي اجتمعت من الأمصار، في المدينة .. الخليفَة الثالث، عثمان بن عفان، بمؤامرة ، تولّى كِبْرَها المجرم ، ابنُ سَبأ ، الملقّب : ابن السوداء ! وبقتله ، اضطرب حال المسلمين ، مؤقّتاً ، حتى تمّت البيعة ، لعليّ بن أبي طالب ! وبعد قتله ، انتقلت الخلافة ، إلى معاوية بن أبي سفيان .. ونقلَ مقرّها ، من المدينة المنوّرة ، إلى دمشق !
قاعدة عامّة :
إزالة قائد ، تؤدّي ، بشكل عامّ ، إلى نوع من الاضطراب ، أو الهزيمة ، في جيشه ؛ إذا كان عسكرياً .. وفي شعبه وبلاده ، إذا كان سياسياً ! وقد يخلفه ، مَن هو غير مؤهّل للقيادة ! وحتى لو خلفه مؤهّل ، فسوف يَحدث نوع من الخلل ، في الصفّ الذي يقوده ! وهذا الأمر، عامّة، إذا أمكن حصوله ، أيسرُ، من إزالة جيش كامل ، أو نظام حكم كامل!
وسوم: العدد 826