إذا كان محامي خصمنا جاهلاً ، فهل هذا ذنبُنا
قال المحامي لموكّله : إذا كان محامي خصمنا جاهلاً ، فهل هذا ذنبُنا ، أم فيه مصلحة لنا ؟ ونقول: هل الشعوب جاهلة ، أم عاجزة ، عن مجابهة حكّامها الظلمة ، ودفع ظلمهم عن الناس ؟
وتبرز، إزاء هذا السؤال ، سنّة الدفع :
قال تعالى : ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعضٍ لفَسدت الأرضُ ..).
وقال تعالى ، في آية أُخرى : ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لهُدّمت صوامعُ وبيَع وصلواتٌ ومساجدُ يُذكر فيها اسمُ الله كثيراً ..).
وأصناف الدفع كثيرة ، وتعتمد ، كلها ، على أنواع القوى ، المادّية والمعنوية ! ومن أهمّ أنواع القوى المادّية :
قوّة البدَن : وهي معروفة .. وفي صراع الأبدان ، يَدفع كلٌّ خصمَه ، أو عدوّه ، بما لديه ، من قوّة ، في بدنه !
قوّة السلاح : كان السلاح ، قديماٌ ، متمثّلاً : بالسيف والرمح ، والقوس والنَبل ، والمنجنيق ..! وكانت للخيل أهمّية ، كبيرة في القتال ! أمّا في العصر الحديث ، فقد تغيّرت نوعيات الأسلحة ، وتطوّرت ، كثيراً ، ودخلت فيها ، أسلحة التدمير الشامل! وينسَب إلى نابوليون بونابرت ، قوله : إن الله يَنصر الجيشَ الأقوى سلاحاً !
قوّة الرجال : وتظهر هذه القوّة ، في صراع القبائل والجيوش ؛ من حيث كثرة الرجال ، وصلابتهم ، وشجاعتهم ..!
قوّة المال : للمال قوّة كبيرة ، تَدخل ، في سائر أنواع الصراع ، وتؤثّر فيها ، لمصلحة الأكثر مالاً !
ومن أهمّ أنواع القوى المعنوية :
قوّة العقل : وتدخل فيها عناصر كثيرة ، منها : قوّة المدارك العقلية ، والخبرات، والتجارب .. ونحو ذلك ! وهذه القوّة تدخل ، في سائر أنواع الصراع !
قوّة الإيمان ، وأهمّها : قوّة الإيمان بالله ، ثمّ قوّة الإيمان بالقضيّة ، التي يصارع المرء ، من أجلها .. ونحوذلك !
قوّة العلم : تدخل ، في كثير من أنواع الصراع ! فصاحب العلم ، في فنون القتال ، يساعده علمه ، في كسب المعارك .. والعالِم ، في أمور السياسة والاقتصاد ، والإعلام .. يتغلّب على الجاهل ، في هذه الأمور!
قوّة الإرادة : غالبا ماتنتصر الإرادة القويّة ، على الإرادة الضعيفة ، في سائر المجالات ، أوفي أكثرها !
قوّة الصبر: للصبر مكانة كبيرة ، في أيّ صراع ؛ سواء أكان عسكرياً، أم سياسياً، أم غير ذلك! وقد جاءت، في القرأن الكريم ، آيات تبيّن هذا المعنى ، بوضوح ! قال تعالى :
(الآنَ خفّفَ الله عنكم وعلمَ أن فيكم ضعفاً فإنْ يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يَغلبوا مئتين وإنْ يكن منكم ألفٌ يَغلبوا ألفين بإذن الله واللهُ مع الصابرين .
وسوم: العدد887