الحقّ على الغريب .. الحقّ على الضعيف !

تروى طرفة : أن إحدى الدول نشبت فيها مشاجرة ، بين شخصين فحضر، شرطي إلى المكان ، ثمّ اتّصل بالضابط المسؤول عنه ، قائلاً : سيّدي ، نشبت في المكان الفلاني مشاجرة ، بين شخصين .. فقال الضابط ، على الفور: الحقّ على الغريب ! فقال الشرطي : سيّدي ، كلاهما غريبان ! فقال الضابط : الحقّ على مواطن الدولة الفلانية ! 

ليس هذا مبدأ عامّاً ، من الناحية النظرية ، لكنه ، عملياً ، مطبّق في عدد من الدول ! 

العلاقة ، بين الدولة وأفرادها ، علاقة طردية جدَلية : تقوى الدولة ، بقوّة أفرادها، وتضعف بضعفهم .. ويقوى الأفراد ، بقوّة دولتهم ، ويضعفون بضعفها ! 

أمثلة : 

   أرسلت إحدى الدول العربية ، بعثة من بعض المدرّسين لديها ، ليدرّسوا في دولة عربية أخرى ، بناء على طلب هذه الدولة الأخرى ! وارتكب أحد المدرّسين خطأ ، في الدولة التي يدرّس فيها ، فاتصل أحد المسؤولين ، بمسؤول في دولة المدرّس ، طالباً منه سَحبَ المدرّس المخطئ ، إلى دولته ، لأنه ارتكب خطأ ، لاتقرّه قوانين الدولة المضيفة ! فاتّصل المسؤول ، في دولة المدرّس ، برئيس دولته ، وشرح له الأمر، فاتّصل الرئيس ، برئيس الدولة المضيفة ، قائلاً : لقد طلبتم منّا ، أن نرسل إليكم مدرّسين بشراً، ولم تطلبوا منّا ملائكة ، منزّهين عن الخطأ ! فأرسلوا لنا بعثتنا، كلّها، بسائر المدرّسين ، فيها، فقد انتهى العقد، الذي بيننا وبينكم!  

فاعتذر رئيس الدولة المضيفة ، من نظيره ، وطلب من موظفي دولته ، تناسي خطأ المدرّس ، وترك الأمور تجري ، بشكل طبيعي ، ودولة المدرّس تعالج خطأه لاحقاً! 

 دولة إسرائيل ، تدافع عن كلّ يهودي في العالم ، وفي سائر المجالات : السياسية والقانونية.. وغيرها ! فاليهودي - حيث حلّ - يشعر أنه بحماية دولة إسرائيل ، حتى لولم يكن من مواطنيها ! 

وهكذا .. تقوى الدولة بقوّة مواطنيها ، وتضعف بضعفهم .. ويقوى المواطنون بقوّة دولتهم ، ويضعفون بضعفها ! 

والقوّة في الإسلام ، مطلوبة من الحاكم ، المسؤول عن قوّة دولته .. ومن المحكوم، المأمور بتقوية نفسه ودولته ! 

في الحديث الشريف : اللهمّ أعزَّ الإسلام ، بأحبّ العُمَرين إليك :عَمرو بن هشام، وعُمر بن الخطاب ! 

وسوم: العدد 900