لصّ سَرقَ حُكماً ليس له .. ماذا يعمل ؟
يرأس دولة فيها المئات ، من كلّ تخصّص وليس له تخصّص !
سأل الرئيس طبيباً من مواطنيه : ماذا تعمل ؟
قال الطبيب : أنا طبيب جرّاح ، أعمل في جراحة العظام ، ولي عيادة خاصّة !
هز الرئيس رأسه ، قائلاً : حسناً ! ثمّ التفت إلى الرجل الثاني ، في مجلسه ، سائلاً : وماذا تعمل أنت ؟
قال الرجل الثاني : أنا محام ياسيّدي الرئيس ، أدافع عن حقوق المظلومين ، وأترافع عن قضاياهم ، في سائر المحاكم !
هزّ الرئيس رأسه ، قائلاً : حسناً .. لكن ، هل ترى في بلادنا مظلومين ؟
قال المحامي : لايخلو الأمر؛ فمشلات الناس كثيرة ، وكثيراً ما يظلم بعضُهم بعضاً !
قال الرئيس : أقصد ، هل ترى أن الدولة ، ظلمت أحداً من الناس ، لتدافع عنه أنت ، أمام المحاكم ؟
بلع المحامي ريقه بصعوبة ، وقال : أمّا علاقة الدولة بمواطنيها ، فلا شأن لي بها ، وهناك جهات مختصّة بهذا الأمر !
سُرّ الرئيس ، بحسن التخلّص ، الذي مارسه المحامي .. ثمّ سأل سائر الحاضرين ، واحداً واحداً .. فتلقّى إجابة كلّ منهم ، بين : مدرّس ومهندس وإعلامي .. وغير ذلك .. فقال معجَباً : ماشاء الله ! إن جامعاتنا متميّزة ، وتخرّج كلّ عام ، المئات ، من أصحاب الكفاءات العلمية ! ثمّ قال ، مَزهوّاً : ما أحسب أحدكم يسألني : مَن أنا ؟ وماذا أعمل ؟ فأنا رئيس الدولة ، ويعمل في بلادي ، وتحت إمرتي ، المئات من أمثالكم ، بين : طبيب ومهندس ، ومحام ومدرّس وإعلامي .. وغيرهم !
لم يجرؤ أحد الحاضرين ، على سؤال السيّد الرئيس : كيف عملت ، حتى وصلت إلى منصبك ، الذي أنت فيه ؟ فهم يعرفون ، جميعاً، أنه قام بانقلاب عسكري ، وسرق السلطة، من الرجال الذين انتخبهم الشعب .. وفرض الأحكام العرفية على الناس .. وصار يتبجّح ، بأنه سيّد البلاد والعباد !
وسوم: العدد 912