"جهارا نهارا وعلى مدى عشر سنوات" رحى الموت في أرضنا تدور
" جهارا نهارا " تعبير عربي يعني أن أمرا ما، وغالبا هو أمر سوء ، قد تم علانية وفي وضح النهار، وأنه لم يبقَ عذر لمن يدعي الجهل به أو الغفلة عنه أو نقص اطلاعه عليه . وامتداد أمر المقتلة السورية " الملحمة السورية " على مدى عشر سنوات، يؤكد أن كل الذي جرى ويجري، ليس بعلمهم فقط وإنما بمكرهم وتخطيطهم أيضا .. والضمير المتصل في قولي " بعلمهم ومكرهم وتخطيطهم" يعود عليهم " كلهم " ..
والذي يخرج الإنسان من جلده أن الذين تدور الرحى عليهم ما زالوا متصدرين.. ومن قبل تعلمنا أن الرضا عن النفس والإعجاب بها أول طريق الهالكين ..
بين يدي رمضان تدور رحى الموت التي لم تتوفق قط، بسرعة أكبر ، بشر ومستشفيات وبيوت وخيام ..تقصف على مدى ثلاثة أيام في الشمال السوري ، روسي وأسدي وصفوي ..وفي عُمان البعيدة يُستقبل وزير خارجية القاتل ، في صيغة من صيغ المكر ( مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ )
هل هذا القصف وهذا الدم وهذا التدمير هو جواب لافروف على ما سمعه في دول الخليج ...كانت العرب إذا مدحت رجلا قالت : عز جاره . وقالت ..
وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل ..
في صغري كان يتاح لي أن أرى " الرشادية " الذهبية الصفراء، مكتوب عليها ما كنت أتهجاه : عزّ نصره .
يا قوم نعلم أن الخروج من تحت الرحى ليس وصفة في جيب أحد . ولكن زعموا أن مجنونا خط لأصحابه في دار المجانين خطا على الأرض، وتحداهم: من يستطيع أن يمر من تحته ، فتراكضوا وتواثبوا حتى دميت منهم رؤوس الكثيرين، نرجوكم فقط ألا تقبلوا هذا التحدي، أو أن لا تسترسلوا فيه بعد إذ قبلتموه ..
نصرنا - بإذن الله قريب - فقط خلوا سبيل المؤمنين ... خلوا سبيل السوريين. واكفونا شر خياراتكم السوء.
وسوم: العدد 921