حَنانيك .. بعضُ الشرّ أهونُ من بعض !
هذه الحكمة ، هي القاعدة الأساسية في العمل السياسي !
قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد ، مخاطباً النعمان بن المنذر، حين أمر بقتله :
أبا منذر، أفنيتَ ، فاستبقِ بعضَنا حَنانيك ؛ بعضُ الشرّ أهونُ من بعض
وهذا كقول بعضهم : إن من الشرّ خياراً !
فما شرور العمل السياسي ، وما خياراته ؟
معروف ، لكلّ سياسي محترف ، أن الخير هو في الاختيار، الذي يختاره هو؛ سواء أكان: اختيار زعيم أم رئيس حزب ، أم مرشح لمجلس تمثيلي ، على مستوى برلمان ، أو مجلس بلدي ، أو نحو ذلك !
لكن معروف ، أيضاً ، لكلّ عامل في السياسة ، أن نجاح الاختيار المفضّل لكل شخص ، أو حزب ، أو كتلة .. هو أمر مستحيل ؛ لأن التناقضات كثيرة ، والقوى مختلفة الأوزان والأحجام والأهداف ! لذا ؛ لابدّ للسياسي المحترف ، أن يقبل أخفّ الضررين وأهون الشرّين ! فاختيار شخض قريب من السياسي ، أو تتقارب أهدافه مع أهدافه .. خير، أو أقلّ سوءاً ، من اختيارعدوّ معروف بعداوته ، الظاهرة أو الخفية .. ونيّته معروفة ، عبر سلوكه الذي اعتاد الآخرون ، على معرفته منه !
وعلى هذا يبني السياسي المحترف سلوكه ؛ فهو يختار أهون الشرّين وأخفّ الضررين ، ولا يلجأ إلى المقولة الدارجة : إذا لم يكن ماتريد ، فأرد مايكون !
وسوم: العدد 930