وفاء عرب الجاهلية و غدر ملالي طهران
اعزائي القراء
كان يهون في نظر العربي كل نفيس وغالي للحفاظ على عهده، واحترام وعده، ولم تكن الاتفاقيات والأحلاف والأمانات موثقة أو مكتوبة، وإنما كانوا يعتمدون على الكلمة أو العهد الذي اكتسب قوة ونفاذاً مع حرص العرب على الوفاء به، خاصة وأن نقضه كان يعرض القبائل والأفراد للمعرة والمنقصة، وحتى ولو كانت كلمة الامان او العهد تعطى لمنتسب قبيلة ليس بين الطرفين ود .وقد تعددت صور ونماذج وفاء العرب بعهودهم إلى حد يثير الإعجاب. ومن ذلك ما حدث مع هانئ بن مسعود الشيباني الذي صمد أمام الإمبراطورية الفارسية ولم يأبه لكسرى ولا تهديداته حفاظاً على وعده الذي قطعه على نفسه بحماية أهل النعمان بن المنذر وأمانته.
لقد تبين من المفارقة بين عرب الجاهلية وبين ملالي طهران ان عرب الجاهلية وقبل الإسلام كانوا اكثر موثوقية من هؤلاء الملالي والذين غدروا ومازالوا يغدرون حتى بحلفائهم من اجل تامين مصالحهم ومصالح اسيادهم
والذي يدعو للعجب ان اخواننا الفلسطينيين لم يعيروا اهتماماً لغدر ملالي طهران ، فكانت آخر عملية غدر جرت بالأمس باغتيال إسماعيل هنية وهو مقيم على ارضهم وارتضى الاقامة في بيت مكشوف بطلب من قيادة طهران ، والاحتمالية التي يؤكد عليها الكثير من العسكريين ان الضربة كانت من داخل ايران .
لماذا أغتيل إسماعيل هنية ؟
هناك مباحثات سرية كانت تجري بين الإيرانيين من جهة والامريكان و الإسرائيليين من جهة ثانية ويقال انهم توصلوا إلى النتيجة التالية: يمكن لإسرائيل ان تخفف الضغط على جبهة لبنان إذا ساهم الولي الايراني في دعم مطاليبنا ومن جملة المطاليب اغتيال إسماعيل هنية وآخرين قد تظهر أسماؤهم لاحقاً .
لقد كان للغدر بإسماعيل هنية وهو يعتبر شريك ولو بأسلوب الخطابة فقط فهذا يكفي لان تكون زيارته لطهران وفي هذا الظرف الحرج في محل حماية كافية ولكن ايداع اسماعيل هنية في بيت مكشوف أكد فرضية مشاركة ملالي طهران في تصفيته، فمتى يفهم العرب ان عدو الأمس لايمكن له ان يكون صديق اليوم .
رحم الله اسماعيل هنية وكافة افراد اسرته
ورحم الله شهداء فلسطين
ورحم الله شهداء سوريا والذين قتلوا على يد ملالي طهران ايضاً بالاشتراك مع عميلهم الجزار اسد
انها المؤامرة الكبرى على امتنا… فاستيقظوا ياعرب.
وسوم: العدد 1089