حتى لا تميع الأسماء والأوصاف والحقائق

من هي الجهة "المعارِضة" التي قدمت طلبا رسميا للعراق، برعاية مفاوضاتها مع بشار الأسد؟؟

في تصريح مغمغ، أوردته وتناقلته بعض وسائل الإعلام جاء:

مسؤول عراقي: العراق تلقى طلبا رسميا - انتبه لوصف الطلب بأنه رسمي- من أحد أطراف المعارضة - انتبه إلى خلو المعارضة عن الوصف- لرعاية حوار مع النظام السوري في بغداد، يعني يريدون الحوار في بغداد، وليس في دمشق!! حسب المسؤول العراقي، فإن الولايات المتحدة وروسية تعيقان الحوار بين الفريق المذكور وبشار الأسد...

وأظننا نحتاج إلى فكفكة هذا التصريح، ومعرفة أطرافه حتى يتبين لنا الطالب والمطلوب...

فإذا علمنا ابتداء أن المسؤول العراقي صاحب التصريح هو "سبهان ملا جياد" مستشار رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع سوداني" ربما فككنا لغز الجهة التي تحسب نفسها على المعارضة السورية، وتريد الحوار مع نظام الأسد...

لست مع احتكار وصف المعارضة.. فهناك معارضة لأي سلطة حاكمة، وهناك معارضة لأي معارضة قائمة، وهناك معارضة للعقائد وللحضارات وللأمم وللشعوب...

وعلى ضوء هذا يمكن أن نتساءل عن ماهية هذه المعارضة التي يمكن أن تتحالف مع الأمريكي، ومع الروسي، ومع الإيراني ومع الأسدي ويصعب عليها فقط أن تنتمي إلى المجتمع الذي ولدت بين ظهرانيه..

تقترب الثورة السورية من عامها الرابع عشر، وخلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية، لم يستطع هذا الفريق الذي يصف نفسه بالمعارض أن يردم مع المعارضة المجتمعية الحية ف أو يردمها...احذروا فأنا لا أتحدث بمنطق عنصري أو قومي...

إن التعلم من دروس الزمرة الأسدية أمر شنيع: تحالفْ مع كل أشرار العالم ضد عشب الأرض الطيبة أو شعبها...تأمل جمال العلاقة بين شعب الأرض وعشبها.

السؤال للمسؤول العراقي الفهلوي: لماذا لا ترعى إيران الحاكمة في دمشق كما هي في بغداد، جولات الحوار المطلوب أو المبذول...؟؟

وإذا كانت الجهة الطالبة للحوار جادة فيه، وأنا دائما أعتقد أن الجدية في المطلب تقطع ثلثي الطريق إليه، فلماذا لم تنجح حواراتها البينية مع مجلسها الوطني، وما زالت تؤثر الاعتماد على أمريكي وروسي وأسدي، بدلا من أن تجد ظهيرها في فضائها القومي أو المجتمعي..,.؟؟

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1094