حروب الشطرنج 6، السعودية..واجتثاث الإرهاب..والتطوير والبناء

د. حامد بن أحمد الرفاعي

المملكة العربية السعودية تتمتع بمنهج حكيم راشد رائد  في مكافحة الرعب والذعر والإرهاب..وفي مقاومة وإصلاح كل شذوذ أخلاقي ومسلكي يتناقض مع قيم قدسية حياة الإنسان وكرامته وحريته..ويهدد ممتلكاته ويعطل طموحاته في الحياة..ويفسد البيئة بشقيها المعنوي والمادي..ويحول دون تعايش عادل وآمن بين المجتمعات..وينبع النهج القويم للسعودية من التزامها قيم رسالة الإسلام الإنسانية الراشدة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله تعالى..وعبر سياسات أبنائه البررة والشعب السعودي الوفي من بعده..وانعطف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد اعزيز بهذا النهج انعطافة تجديدية متميزة..فجدد وأصل ثقافة الحوار التي دعا إليه والده المؤسس رحمه الله تعالى منذ 1926م..باعتبار أن الحوار وسيلة حكيمة لبناء ثقافة التعارف والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات..وذلك لجمع الفعاليات الدينية والفكرية والثقافية البشرية على مشترك ثقافي راشد..من أجل العمل معاً  لتصحيح المسيرة البشرية لتكون مسيرة عدل وأمن وسلام..ومن فضل الله تعالى فقد اعتُمدت مبادرة الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز عربياً وإسلامياً ودولياً..ومن أجل تفعيل هذا النهج الحكيم بادر إلى عقد مؤتمر دولي في الرياض..لتأكيد ثقافة الحوار وتوحيد النهج البشري في مقاومة واجتثاث ثقافة العداوة والبغضاء والرعب والإرهاب..أسفر- بفضل الله تعالى-عن إرادة دولية لتأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب..وتبنت المملكة العربية السعودية استضافة المركز ليكون مقره الرياض..وقدمت دعماً مالياً ومعنوياً متميزاً لتحقيق رسالته وغاياته الإنسانية النبيلة..ولكن وللأسف فإن أئمة السوء والفساد وتجار الحروب وجند الشيطان من كل ملة ودين وثقافة..تنبهوا لخطورة هذا التوجه النبيل الحضاري للسعودية على مشاريعهم وغاياتهم المدمرة التي يعيشون بها ولها ويتغذون على نتاج مفاسدها..فأخذوا يحاربون السياسات الإصلاحية الإنسانية الرائدة للسعودية.. وهاهي المملكة اليوم بقيادة إمامها الراشد المجدد المبدع الملك سلمان بن عبد العزيز تتصدى من جديد لهذه الحملات الظالمة الطاغية الخبيثة..فاستنهضت همم العلماء والمفكرين والحكماء والساسة من كل أنحاء العالم..لمواجهة أئمة السوء والفساد والدمار في الأرض..واجتثاث جذورهم من ثقافة وتربية الأجيال بإذن الله وتسديده..وفي التوازي مع ذلك الانعطاف بالمملكة نحو المزيد من منهجية البناء والتطوير والإبداع عبر الرؤية العملاقة الطموحة(2030) التي أعلنها الملك المجدد سلمان بن عبد العزيز/سلمه الله تعالى وفاءاً لنهج والده الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه- صاحب القاعدة الذهبية(ونعملُ فوقَ ما عَمِلوا).أجل السعودية مثلما أنها ماضية في هدم الرعب والإرهاب..فهي مصرة على بناء صروح الأمن والأمان والنماء..ولسان حالها يردد قول ربها جلّ جلاله:" فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"

وسوم: العدد 674