مناسبة القصيدة : توصلت بدعوة كريمة من فضلاء أبوا إلا تكريمي بمناسبة إحالتي على المعاش فقلت :
نعم المكرم والتكريم والكرم = من إخوة سادة سمت بهم همم
أهل الندى فتية للمجد قد خلقوا = وجدهم حاتم بل جدهم هرم
فاضت محامدهم والنبل زينهم = والمكرمات إذا عدت هي الشيم
أهل الحفاوة والترحاب شيمتهم = ويشكر الله ما يأتون والكرم
يا من يعز علينا أن نفارقهم = حان الوداع وهذا الشيب والهرم
والعمر يا خلة أزهاره ذبلت = أنى القيام إذا ما زلت القدم
شيخوخة سكنت بهيكل خرب = أوجاعه كثرت قد هده السقم
ستون حولا خلت من عمرنا طويت = سنون من عاشها ينتابه السأم
الكد والوزرة البيضاء تعرفنا = والفصل والحبر والطبشور والقلم
والهم والغم والتبريح يألفنا = والضرب في الأرض والترحال والألم
نضيء كالشمع والنيران تحرقنا = لولا الشموع لما زالت لنا ظلم
بئس الظلام ،ظلام الجهل يطرده = أهل الحجا دونهم لا علم ولا حكم
يحيى بها الناس إذ تقضى حوائجهم= ودونها لم يكن كون ولا نسم
أهل الحجا نحن لا فخر ولا منن = نحن الغمام ونحن المزن والديم
حياضنا دفق يسقى بها ظمىء = يهفو لها عاشق للعلم والنهم
لولا المعلم ما علا لنا علم = أستاذنا سيد كل له خدم
والكل يعشقه بالخير يذكره = عند الكرام سما ترعى له ذمم
بالشعر نمدحه كالدر ننظمه = عقدا وفي مثله يحلو لنا الكلم
شكرا لمكرمه والله يشكره = والله نحمده حمدا له النعم
ثم الصلاة على الهادي معلمنا = عدنان صلت عليه العرب والعجم