المسلمون والنصارى في حلب الشهباء
حلب جزء من وطن كبير ،
هو لجميع أبنائه ولجميع طوائفه ،
والعدوان على الجزء كالعدوان على الكل
في حفل انتخابي سابق أقام النصارى احتفالا ضخما ، كان هتاف الشباب المسلم ( يارب فأشهد عيسى أخو أحمد )
ونبينا عليه السلام قال : الأنبياء إخوة من علات ، وأمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ) رواه مسلم
لما خرج الشيخ سعيد حوى رحمه الله من المعتقل حيّا المسلمين المحتفلين به ، وحيّا النصارى أبناء وطنه ٰ،
زارنا في الخسروية وفد من المطارنة رحبنا بهم أجمل ترحيب
وليعلم إخواننا في الوطن أننا سمحنا للأرمن أن يفتحوا كنيسة في بلد صغير اسمه الباب ،
فمالي أراهم اليوم يفرحون ويطبلون ويرقصون لحصار حلب ؟؟؟؟
أنا درّست في مدرسة مسيحية بحلب اسمها ( التعاون ) درست الشباب المسلم دينهم ، وقد هيأت لي إدارة المدرسة كل أسباب الراحة والتمكين لأداء رسالة العلم ، بل أباء الكنيسة ألفّوا لنا معاجم كالمنجد ، ألفّه أحد الادباء اليسوعيين
إننا نذكر بالفخر أن ابنة فارس الخوري المسيحي كانت على الصندوق الانتخابي للشيخ مصطفى السباعي بأمر من والدها فارس الخوري ، بل كان فارس بيك يفاخر الدنيا وهو مندوب سوريا في الأمم المتحدة بفقه أبي حنيفة النعمان ولما عُوتب في ذلك قال : أنا عربي اعتز بفقه الشيباني وأبي حنيفة النعمان خير من أن أعتز بفقه نابليون !!!!
حكم سوريا رجال عرفوا بالوطنية كميخائيل ليان ، بل إننا نحتفل بميلاد عظمينا محمد عليه السلام كان شعراء النصارى يتبارون في مديح محمد العربي الهاشمي صلى الله عليه وسلم
فهذا الشاعر جاك شماس الذي قال
إنني مسيحي أجلُّ محمدا
وأجل ضادا مهده الإسلام
وأجل أصحاب الرسول وأهله
حيث الصحابة صفوة ومقام
كحّلت شعري بالعروبة والهوى
ولأجل طه تفخر الأقلام
أودعت روحي في هيام محمد
دانت له الأعراب والأعجام
وهذا جورج صيدح يستهض الأمة فيقول
يامن سريت على البراق
وجُزت أشواط العنان
آن الأوان لأن تجدد ليلة المعراج
ماذا دهاهم ؟؟
هل عصوك فأصبح الغازي جبان
أنت الذي علمتهم دفع المهانة بالسنان
ونذرت للشهداء جنان وخيرات حسان
وهذا إلياس فرحات يمدح المصطفى عليه السلام :
غمر الأرض بأنوار النبوة
كوكب لم تدرك الشمس عُلوه
إن في الاسلام لِلعرب عُلاً
إن في الاسلام للناس أُخوة
يارسول الله إننا أمةٌ
زجها التضليل في أعمق هُوة
قرون مضت وأجراس الكنائس تدق بحرية ، هذه الكنائس دُمرت اليوم بطيران الحقد الطائفي النصيري ؟؟؟
كنت مرة في آخر بوابة القصب ، وهي حي من أحياء النصارى فيه مسجد وارتفع الأذان ، فلم يستغرب أحد انطلاق الاذان من أحد أحياء النصارى ، بل لما كنا نحتفل بحلب بميلاد محمد عليه السلام كان شعراء نصارى يلقون قصائدهم الشعرية في مديحه عليه السلام ، اذكر منهم حليم دموس وعبد الله يوركي حلاق
فيا أبناء الوطن لا تسكتوا إن دنس تراب وطنكم طاغية مستبد .
فالأب باولو انتفض على الظلم وهو في أعالي الجبال وأعدمته من تسمى بالدولة الإسلامية ؟؟؟؟
وفي أيام فرنسا كنا نقوم بمظاهرات ضخمة نصفها من شباب النصارى ، لان الوطن حقا للجميع
لما فتح المسلمون القدس من أيدي الغزاة رفض مطران القدس أن يسلم مفاتيح البلد الا بيد أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه ، ومشى الفاروق خليفة المسلمين إلى القدس ليتسلم مفاتيحها من أثرياء القدس ، وكتب رضي الله عنه عهدة للنصارى وقعها القادة الكبار خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم
ماذا في العهدة العمرية : احترام النصارى وإكرام لكنائسهم .
وعشنا دهرا في حلب :
الهم واحد ، والوطنية فوق الجميع .
ياأبناء وطننا دقوا أجراس الكنائس رفضا لأي عدوان وحصار لأي جزء من تراب حلب ؟؟
بلغوا البابا في روما أي ظلم يقع على بلدكم حلب ، وعلى راعي الكنيسة في روما أن يغضب لعدوان يقع على حلب الشهباء مدينة العلماء ، مدينة سيف الدولة ، مدينة هنانو ، مدينة الكيخيا وميخائيل إليان .
ياابناء الوطن إن قرآننا يقول ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين ) ٨ الممتحنة
علاقتنا معكم بر واحسان ، اكرام واحترام ، ارفضوا أي عدوان طائفي نصيري ، ان التاريخ العربي هو تاريخكم ومحمد عليه السلام الذي هاجر إلى المدينة عقد معاهدات مع سكانها وفيهم النصارى واليهود ، لكن اليهود خانوا وغدروا فأجلوا الى خيبر وتيماء ، وانتم في قطرنا ذمة ونبينا عليه السلام يقول من آذى ذميا فقد آذاني .
فلتقرع أجراس الكنائس مع أذان المأذن ،
ولا تدعوا المثل يتكرر أكلت يوم أكل الثور الآبيض !!!
تحية لكم من مواطن يرى ظلما شنيعا يقع على حلب ، وهي مدينة للجميع مسلميها ومسيحيها ، فإن أي عدوان على كنائسكم عدوان على مساجدنا ، ولعلكم تذكرون أن قبطيا اشتكى لعمر بن الخطاب فانصفه ، وصرخ صرخة مدوية أمام صحابي جليل : ياعمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
مالي أراكم اليوم كما قال الشاعر :
باتوا أسارى حيرة وتمزق
فكأنهم بين الورى أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم
لا غرو ، وضاع الحزم والإقدام
اقرعوا أجراس الكنائس غضبا لعدوان يقع على بلدكم حلب
اهتفوا معنا :
الله أكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيد
الله أكبر يابلادي كبري
وخذي بناصيك المغير ودمري
حلب بلد الأمن والأمان ، بلد العزة والنصر والفتح إن شاء الله
تعانقت مساجدها مع أجراس كنائسها
عدونا مشترك هو الصهيونية والماسونية والنصيرية
والله أكبر والعزة للاسلام
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 680