رائدٌ في معاني الرجولة والصلاح

سلاح الكلمة:

متى كان السلاح مقيد بسيف وخيل، وبندقية ودبابة، وصاروخ وطائرة؟!

يقول رسول الله r: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم). فالمال والنفس واللسان وسائل للجهاد كما أنّ السلاح وسيلة للجهاد.

ويقول الروائي البرازيلي باولو كويلو: بين كل أسلحة الدمار التي اخترعها الإنسان يبقى الكلام السلاح الأخطر والأقوى.

فالسلاح الناجع الفعال هو الذي تستطيع أن تدافع به عن نفسك وحقك وذويك ضد أي غاصب.

وعلى درب الكلمة الصادقة مضى رائدنا المجاهد بشجاعة وصلاح، يرفع صوته عالياً، منتصباً بهامة كريمة عزيزة، يزأر بوجه اللصٍ الغاصب، فيستهدفه بوابل لسانٍ ماضٍ، ويقذفه بلهيبِ كلماتِ حارقة، فيغتنم المحافل فاضحاً خفايا ذلك المحتل، دون الاكتراث لسلاحه الفتاك وسلطانه الجائر.

أيها الضعفاء والجبناء!

لقد خارتْ قواكم، وضعفت عزائمكم، فلا سلاحكم ينفع، ولا سياستكم ترجى، ولا أكاذيبكم تنطلي إلا على أمثالكم.

العجز ظاهر بعيونكم، والإرباك واضح في طيشكم، والخوف تترجمه فرائصكم، فسياستكم فاشلة ففهموا وعوا .. لن تنجحوا !!

أيها الجبناء ! ماذا تريدون من شيخ أعزل، ليس له منصب سياسي، ولا جماعات مسلحة، ولا مآرب سلطوية؟!

ماذا تريدون من شيخ سلاحه كلمة صادقة، وصوت مزلزل، وثبات نادر؟

فهل أرهبتكم نبرته ؟

أظن تهمة الشيخ كبيرة وعظيمة فهو: يتسلح بإيمان راسخ، وثقة كبيرة بالله، وهمة عالية لا تلين، بلسانه البتار الذي يَقضُّ مضاجع بني صهيون، وتَمسّكه بمبادئه دون ضعف أو تراجع.

صحيح! إن كلمات الشيخ رائد صلاح لهي أقوى عند جيش الاحتلال من أسلحة الدمار الشامل، وثباته على الموقف أقوى عند شياطين الأرض (الصهاينة) من آلاف المدافع والقذائف.

فما الذي يخافه العدو المستخرِب من كلمات الصلاح؟

إن الله عز وجل أعطى لكل إنسان هبة يتميز بها عن أقرانه ونظرائه، وتختلف هذه العطايا باختلاف الأشخاص واختلاف أحوالهم.

فشيخ الأقصى رائد صلاح من أصحاب تلك الهبات (ولا نزكي على الله أحداً) فقد زرع الله الود والقبول له في قلوب محبيه عامة، وفي قلوب أبناء فلسطين بشكل خاص.

فكلمة من هذا الشيخ يترجمها أعداؤنا بناقوس خطر عليهم، وجرس إنذار مُدَوّن، بل قد تكون زلزلاً مدمراً يهز أركان ذلك الكيان السرطاني على أرض فلسطين الحبيبة.

فإن كان هؤلاء اللقطاء على حق فلم يخافون كلام الشيخ رائد ؟!

وإن كانوا على باطل فلم لا يقبلون الرأي الآخر؟ أليسوا يدعون الديمقراطية ؟!

والجواب هو: أنهم مستعمرون محتلون مغتصبون حاقدون غادرون ليس لهم أي حق في أرض فلسطين الحبيبة، ففريتهم هذه تُبطلُ أنهم أصحاب ديمقراطية واحترام لرأي الآخر.

إجراءات العدو الصهيوني مع الشيخ رائد صلاح:

هذا جزء يسيرٌ من مسلسل سياسات المحتل القذرة، القائمة على كَمِّ الأفواه، وإسكات صوت الحق، وإخفاء الحقيقة بعد قتلها، وتجريم كل من يدافع عن حقوقه، كيف لا وهو محتل غاصب مجرم يصادر حقوق شعب آمن في وضح النهار؟! 

لقد قامت سلطة الاحتلال باعتقال الشيخ رائد صلاح أكثر من مرة بتهمة التحريض على الإرهاب، فحظرت الحركة الإسلامية التي يترأسها على أنها إرهابية، وقد زاد تخوفهم من الشيخ على نشاطه الكبير في القدس والمسجد الأقصى، وتعالت الأصوات من الكنيست تنادي بإبعاده خارج فلسطين، إضافة إلى تغريمه أكثر من مرة بمبالغ باهظة، وقد هدد عدد من أعضاء الكنيست بتصفية الشيخ في المعتقل.  

فلسان حالهم وراء ممارساتهم القمعية الوحشية يقول له: أَخمِدْ سلاحك، وإياك وإطلاق حمم الكلمات علينا، فكلماتك تحرقنا، بل وحروفك تصعقنا، فإما أن تكسر هذا السلاح، أو نصادر حقوقك، ونُكبّل حريتك، ونشلُّ حركتك، ونهدم بيتك، بل ونحرمك من أقل شيء تستحقه.

الصهاينة يحسبون للشيخ ألف حساب:

أن هذا الشيخ يستطيع تحريك أهل بيت المقدس بكلمة واحدة، بل ويستطيع إيقاظ همم شباب فلسطين والعالم الإسلامي، وربما قدح شرارة انتفاضة فلسطينية وإسلامية ضدهم، فلذلك يريدون إخماده وكتمه كما أخمدوا (حسب زعمهم) بركان شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.

من أنشطة الشيخ رائد صلاح:

إن شيخ الأقصى يحظى بشعبية واسعة، وحب كبير بين أهل فلسطين، وقد أمضى الشيخ صلاح حياته وهو يفضح ممارسات العدو وبشكل موثق، حول أعمال التهويد للقدس، والحفريات القائمة منذ سنوات تحت المسجد الأقصى لهدمه، وقيام المحتل بهدم مقابر المسلمين لمحو أي أثر إسلامي وحقوقي لأصحاب الأرض، والتنديد بعمليات الاستيطان التوسعية.

فحارب سياسة التضييق التي فرضها الصهاينة على أهلنا في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، وقاد حملات وقوافل الرباط والاعتصام في الأقصى، وفضح سياسات العدو في هدم بيوت أبناء فلسطين وطردهم منها، والاستيلاء على أراضيهم.

فالشيخ صلاح لم يركن يوماً وهو يحمل هَمَّ القضية الفلسطينية والأقصى بلا ملل أو كلل، فترى القنوات الإخبارية متزاحمة لتحصل على موعد أو مقابلة مع الشيخ يفضح فيها الأعداء وأعمالهم القذرة وكذبهم وافتراءاتهم، بل ويفضح كل من يساهم في تصديق ومساعدة وإمداد هذا المغتصب.

وكثيراً ما تراه في باحات المسجد الأقصى يتحدث إلى السياح القادمين من كل فج عميق، ويُعرِّفهم على تاريخ المسجد الإسلامي وأصوله. وقد شارك الشيخ في الاعتصامات وحملات الرباط داخل المسجد الأقصى.

وفضح الشيخ خطط العدو قائلاً: أن الاحتلال الصهيوني يسعى لإحداث هزة أرضية مصطنعة لهدم الأقصى.

نداء لكل حُرٍ نزيه !

يا أحرار الأرض قاطبة هل هناك أسوء وأقذر من هذا الاحتلال الصهيوني الذي يتزلزل بكلمة حق من شيخ أعزل؟

أظنكم ستجيبون ساخرين: نعم هناك أسوء بألف مرة من الاحتلال الإسرائيلي، فنظام الأسد المجرم ليس بعيداً عن الصهاينة، فهو أسوء بكثير من سلطات الاحتلال. صدقتم والله.

ولا تعني هذه الإجابة تشريفاً للصهاينة بل هي كلمة حق لفضح المجرمين.

أعود إلى ندائي وأقول لكم: إن هذا الشيخ الأعزل الذي وعى وعلم حقيقة هذا الاحتلال فكتب عنه وفضح سياساته، ولم يوفر أو يتوانى في أي وسيلة لإنقاذ الأقصى وأهل الأقصى، مما تخطط له سياسة الاستخراب الصهيونية، التي تعيث فساداً في الأرض دون أي حساب، وعلى مرأى من أعين النظم العالمية المتعاطفة مع إسرائيل المحتلة المغتصبة.

فكما أن الشيخ الأعزل صدع بصوته وكلمته عالياً، فهلّا اكتسبتم شيئاً من شجاعته، وبعضاً من إخلاصه ونخوته وإنسانيته ؟!

فلنَسرْ على خطا الشيخ، ولندافع عنه دون تلكؤ، ونرفع أصواتنا بتأييده، حتى يفرج الاحتلال عنه (مرغماً) فيعود شعلة منيرة كما كان بصوته الذي يضرب الأرض طولاً وعرضاً، يقول لأهل الأرض: سيعود الأقصى لأهله، وسيندحر الأعداء صاغرين، وستعلو كلمة الحق.

الأقصى لنا:

هل المسجد الأقصى الحبيب مخصوص بأهلنا في فلسطين فقط دون غيرهم من المسلمين ؟

لا. بل المسجد الأقصى هو لجميع المسلمين في كل العالم، وواجب على كل مسلم صيانته وحفظه وتكريمه وتطهيره والدفاع عنه، فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا الأعظم r، ومهبط الوحي ومهد الرسالات، فلا عذر لنا بالتغافل عنه، فعلينا اقتفاء أثر الشيخ الصلاح في الدفاع عنه، والموت دونه، وبكل من نملك من وسيلة جهادية، فمنّا المجاهد بنفسه، ومنّا المرابط، ومنا المنفق ماله في سبيل الله دعماً للأقصى وأهله، ومنا الصادع بكلمته دون خوف أو لوم، ومنا المتحدث عنه وعن تاريخه، ومنا الكاتب فيه وفي أخباره، فلا تبخلوا عليه بشيء تستطيعون القيام به، فالأقصى ينتظر أبناءه، فهبّوا لنصرته بعزيمة ماضية. ولنقلْ جميعاً قول الشيخ رائد صلاح بارك الله همته: (سنبقى نؤكد بالروح بالدم نفديك يا أقصى، حتى نستبشر بيوم قريب يزول فيه الاحتلال الإسرائيلي عن القدس والمسجد الأقصى).

وسوم: العدد 736