همسات القمر 60

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* ننظر في أعماقنا فتفزعنا مساحات التصحر التي نمت وتوسعت ونحن في غفلتنا ساهون

لم قلعنا أشجار قلوبنا بأيدينا وتركناها نهبا لريح مارقة تعبث بها وتنقش وشم الفناء عليها ؟

* للروح أجنحة تحلق بنا وتنتشلنا من قيود الجسد الرابض في دروب التيه والضياع

تعتقنا من إسارنا.. تسير بنا نحو بياض السكينة ورونق الصفاء

تطير بنا وتطوف مدن النقاء

تدهشنا حين تخلق مساحات التفاهم بينها وبين إنساننا بكافة تناقضاته وأحواله الغريبة

ندرك أنها سر الحياة .. 

إما نطاوعها ونصالحها فتأخذنا إلى دروب الجمال والكمال

وإما نعاندها ونشق عصا طاعتها بسوء الخلال... وعندها ندرك سوء المآل .

* أيتها الحياة.. لماذا لم نعد نقرأ على محيّاك سوى حكايات الوجع

لماذا اختفت زينة وجهك وحلّ محلها سواد عفّره ولونه بألوان الشجن

لماذا تلعثم صوتك وما عدنا نسمع من حروفك سوى ألف وهاء 

لماذا تنساب ينابيع عينيك بين تغضّنات حفرت أخاديدها في عمق روحك 

لماذا ولماذا ولماذا ....؟؟!!

وتكثر أسئلتنا في دروبك التي شعّثتنا وألقتنا في مهاوي البوار

* لملمت شعث فكري، واجهت به ذكريات تتدلى من دالية النفس المرهقة بتموجات الحياة..

عكست مشاعري على مرآة روح تنعتق من بوتقة سراب طغى واستبد

أوقدت شمعة تتبتل في محراب الدعاء ..

سحقت حشائش اليأس والألم بقدم الرجاء .. 

امتطيت جواد الأمل..

يممت شطر بحر ألتحفه أنسا وهناء.. 

ألقيت حملي بين ذراعيه.. 

وهبني لحنا يسلّي وحدتي.. وهبته بسمة قطفتها من مهجتي ...

* تنتفض الحياة ألما، ننفض ثوب اليأس أملا!

* أفرغ تراكمات الوهن في ثوب الرجاء

أرتديه وأشعل قناديل الدعاء

ترتد الأمنيات إلى قلبي نورا

تتراقص ذبالة الفجر نشوة وسرورا

* بين الحقوق والعقوق، تربض حكايات في منحنيات الطرق، ترتسم ذكريات على جدران النفس المثقلة بأعباء الحياة، تتناوش المتناقضات على بحر تتصارع أمواجه ما بين مد وجزر، ما بين وصال وهجر، ما بين ليل وفجر...

وتستمر الدائرة بجنون تقلّبها.. طورا تزهر وطورا بالشقاء المر تمطر!

* للفجر تستسلم ذئاب الليل صاغرة، ولحكاياته يبسم الحلم الوليد

* ألوذ بعالم القراءة هربا من عالم متخبط مجنون.. 

أجد الجنون يلاحقني عبر أحرف وسطور علقت في دروب الصراع.. حواجز الالتياع.. أشواك الحسرة والحيرة والضياع...

لا فكاك !!

وسوم: العدد 657