مادام في الشام عاهر مجنون
سنرى ذئاباً تلتهم
حتى الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً
وضوء الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار تحت براميل الموت
في مدارسهم جهراً يسحقون
فحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تزهر
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
كل شيء قد يهون
مادام يحكمنا عاهر
حكمه هو الجنون
*************
أطفال شامنا الحزينة يسألون
عن أي ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموت... ثم يودعون
ويصيح فينا الطامعون...
من كل صوب قادمون
من كل جنس كالافاعي يزحفون
فشوارعنا اليوم بلون دم أطفالي
وفوقها عصابات قم والكرملين والحواشي
على دماء اطفالنا يسكرون
*************
أطفال شهبائي الحزينة
في الشوارع من الموت يهربون
فجيش بوتين والملالي
واصحاب الخرق الصفراء
يدقون أبواب المدينة كالوباء
يبحثون عن بقايا طفل مازال يرتعش
ليكملوا ذبحه وعلى جسده يسكرون
مازال بردى يذكر غدر اصحاب السلاسل
والماضي البعيد يطل من خلف القرون
اقام الغزاة في ارضي طويلا.. ثم راحوا
أين راح العابرون؟
هذي شامنا.. وكم باغ أتى
هرب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت "هولاكو" وصحبه
ويعود أطفال بلادي
أمام قلعتي الابيه يرقصون
فليعلم الغزاة لسنا الهنود الحمر
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى الشام
مازال رمح صلاح الدين
وسيف خالد صامدان
ورثناها سوف نجعل منها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق ارضي
وتحت ارضي سنملوءها خنادق
لقد عشقنا الموت من اجلكم
وفي سبيل الله نشعلها حرائق
ستظل في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
**************
أطفال بلادي الحزينة
يرفعون الآن رايات الغضب
لن تسقط سوريتي بأيدي الجبابرة الكبار
لن تضيع منا وهذا قسم او تغتصب
ولكن العين تدمع...
فأين العروبة. والسيوف البيض؟
والخيل الضواري والمآثر والنسب؟
أين الشعوب وأين كهان العرب؟
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجب!..
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزي هرب
وهناك من خلع الثياب
لكل جواد قد وهب ..
في ساحة الشيطان
نقرأ " الدولار" رمزاً
يسعى الناس أفواجاً
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"العرب"
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا حتى الخيول..
وقايضوا الفرسان في سوق الخطب
فليسقط التاريخ ولتحيا الخطب
أطفال بلادي الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت في لبن الصغار
يأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة
في الحدائق... في الأغاني
في المطاعم... في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها...جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا:
نبحث عن اطفال صغار
لنصب على وجهه صاروخ الكبار
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام في دمنا انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون
تدمر ألف مئذنة..
وصمت الامم صار هو القرار
يا سيد البيت الكبير
في وجهك الكذاب
تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية..
ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز وافتخار..
هل صار قتل الناس في الصلوات
ملهاة الكبار...
هل صار قتل الأبرياء
شعار مجد..وانتصار
أم أن حق الناس في أيامكم
نهب...وذل... وانكسار؟
الموت يسكن كل شيء حولنا
ويطارد الأطفال من دار.. لدار
*************
أطفال بلدي الحزينة
في المدارس يلعبون
كرة هنا... كرة هناك
طفل هنا.. طفل هناك
قلم هنا....قلم هناك
لغم هنا...موت...هلاك
بين الشظايا
زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا
كالحمائم في الفضاء يحلقون
***********
غابت شموس الحق والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا
زمن.. النذالة.. ما وفى..
مهما صفا العقلاء في أوطاننا
بئر الخيانة ما صفا..
ياارض الحضارة يا دار اميه
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت... وعيد
ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الوليد
لكل طاغية..أجل
************
طفل صغير..
ذاب عشقاً في تراب بلادي
كراسة بيضاء يحضنها
وبعض الفل.. بعض الشعر.. والأوراق
حصالة فيها قروش
من بقايا العيد.. دمع جامد
يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي
قد غاب يوما.. لم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير
يسيل من فمه
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح.. كل شيء في الوجود
يصيح من ألم الفراق
والطفل يهمس في أسى:
أشتاق يا شام لعنبك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
فليمت من حنقه
شهبائي لا تتألمي
مهما تعالت صيحة البهتان
في الزمن العمي
فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم
في الأفق يبدو سرب أحلامي
يعانق أنجمي
مهما تواري الحلم عن عينيك
قومي...واحلمي
وانثري على ماء بردى الياسمين
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
من جنون الموت
سوريتي لا تستسلمي
سوريتي لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلي من دمي
فقطرة دم أطفالي أغلى من كل دم
وسوم: العدد 682