أيهما أخطر عليهم .. تصنيف محيطهم أو تصنيف الولايات المتحدة !؟
أيهما أخطر على ميليشيات الولي الفقيه ومن وراءها ، في عمق التاريخ المستقبلي القريب والبعيد ، تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية أو شهادة المحيط الحاضن على رضا أو على كره ؟!
ونشهد أنهم إرهابيون ..
تبدو الهيئة الدبلوماسية الإيرانية بكل طاقمها مهتمة بتصنيف الولايات المتحدة ، متخوفة منه ، تحاول دفعه من جهة والاستثمار فيه من أخرى ؛ بينما ما تزال تلجّ في غيها في الحرب على ثقافة المنطقة وحضارتها وإنسانها . ما تزال تلج في غي لاكتساب المزيد من العداوة والرفض والإدانة .. يدفعها إلى ذلك عاملان : غرور بحبال الآخرين ، ويأس من أن ما كسره هؤلاء الحمقى في عقدين من الزمان فيه موضع للإصلاح .
نحاول أن نتمثل ردة الفعل العربية والإسلامية لو أن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت على الناس في 2006 تصنف حزب الله منظمة إرهابية ، ثم لنتساءل : لماذا لا يتمثلون كما نتمثل ..أم على قلوب أقفالها وعلى الأبصار غشاوة فهم لا يبصرون ؟!
أليس من حق أن يتساءل هؤلاء الأشرار وماذا وبعد أن ينتهي عصر التفويض الأمريكي بقتل شعوب هذه الأمة ، واستباحة حرماتها ، كما حصل ويحصل في العراق وسورية واليمن ؟!
عندما خاف الخميني يوما في طهران وجد في العراق العربي ركنا وملجأ ، وعندما خاف الشيعي يوما في لبنان وجد في السوريين كل السوريين وليا ونصيرا ..وماذا لو تغيرت المعادلة الدولية والإقليمية اليوم أو في قابل الأيام ؟! يبدو أن الذين اتخذوا القرارات في خوض حربهم الطائفية القذرة ضد محيطهم التاريخي لم يفكروا في هذا ولم يقدروه ..
ستظل تصنيفات الولايات المتحدة تصنيفات رسمية ورقية ، ما أسرع ما تطويها الأدراج ؛ أما تصنيفات الشعوب فستظل تثمر النظر الشذر ، والموقف القلق ، والرغبات الغرائزية الدفينة ، لتي ليس من السهل التنبؤ بصيرورتها في عقول وقلوب من قتلت ميليشيات الولي الفقيه أباه أو أخاه ...
موقف " اللامبالاة " من الحال الذي صار إليه وضع هؤلاء الناس في عقول وقلوب محيطهم الديموغرافي يؤكد أن كل تصنيفات الولايات المتحدة التي يطلقون التنديدات بها هي تصنيفات فارغة جوفاء . تصنيفات متفق عليها في إطار اللعبة الكبرى التي عايشناها على مدار عقود في هذا الزمان . ومنذ أن حمل الخميني على الطائرة الفرنسية من باريس إلى طهران حتى اليوم .
ومن ناحية أخرى لا جديد بالنسبة إلينا في أمر أولئك القوالين الذين ما زالوا يهيمون في وديان التصنيفات الأمريكية ويحسبونها انتصارات . فهم كما عهدناهم " وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ "..
ويؤكد المشهد بكل ما فيه أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما يزالون قادرين على تدلية أصحاب مشروع الثأر الحسيني بغرور ، كما فعل إبليس يوما بأبوينا " فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ "
نشهد أن المدعي كذاب ونشهد أنهم إرهابيون وأن الأيام دُولة بين الناس .