إعلان انتصار أو اعتراف مقيت !؟
" رئيس مجلس الوزراء !! " يعلن الانتصار على منبر " مجلس الشعب !!"
افتتح " مجلس الشعب في سورية " أمس الأحد 15/ 9 / 2019 دورته البرلمانية الثانية ، الدورة الخريفية العادية ..
وبعد الكلمة الترفيهية التي ألقاها " رئيس المجلس " عن ضرورة أن يواكب المجلس في أعماله انتصارات الجيش على الشعب ، جدّ الجد ، وحمي الوطيس ، وتقدم رئيس الوزراء " عماد خميس "ببيان النصر المقيت ..
بيان الانتصار الذي سنقف عند بعض معالمه في هذه العجالة ,,وإن كنا نملك كما يملك الكثيرون من الحقائق والأرقام أكثر بكثير مما أذاعه رئيس الوزراء المأزوم ..
للتوثيق العلمي سنعتمد الإيجاز الصحفي الذي اختارته قناة روسية اليوم RT ، نقلا كما أفادت عن صفحة رئاسة مجلس الوزراء .
الحقيقة الأولى من إعلان النصر الناجز :
"إن المصرف المركزي السوري صرف كل ما لديه من احتياطي نقدي ، خلال السنوات الخمس الأخيرة من الحرب ."
إعلان إفلاس بطريقة ملفوفة وفجة . ومن معانيها أنه لا غطاء بعد اليوم للورق السوري المطبوع باسم الليرة السورية .
الحقيقة الثانية من إعلان النصر الحكومي ..
"دخل الخزينة السورية من الإنتاج النفطي انخفض من قيمة 380 ألف برميل يوميا إلى الصفر . "
ملحوظة صغيرة ، نحن صححنا عبارة " رئيس الوزراء " التي نصت بالضبط أن "إنتاج النفط قد توقف ".. فإنتاج النفط لم يتوقف . ولو توقف لبقي احتياطيا في آباره ، ولكنه يستنزف لغير مصلحة " السوريين " !!
حكاية النفط السوري حكاية عجيبة بدأ موردا خاصا لأرصدة حافظ وبشار الأسد إلى خزينة داعش إلى خزائن البي واي دي ..هذه هي الحقيقة . النفعية التبادلية بين رؤوس مثلث الشر في سورية جيلا بعد جيل.
الحقيقة الثالثة من إعلان النصر الحكومي ..
"إن الأراضي المزروعة تقلصت وباتت محدودة جدا .."
يبادر القمح السورية ، وحقول القطن تحت سيطرة شركاء الأسد من تنظيم البي واي دي . غوطة دمشق وسهول حوران وحلب وزيتون إدلب أحرقه الطيران الروسي - الأسدي .. ثم ما أخرجته الأرض بعد كل ذلك يتم نهبه بالشمال واليمين ..!!
الحقيقة الرابعة من اعترافات " رئيس الوزراء "
"تأثرت السياحة سلبا بالحرب الدائرة ، وأصبح مدخولها " صفرا " الرقم من المصدر. وكل السياح من الذين يصلون إلى دمشق ليدبكوا لبشار يقبضون قبل الدبكة وبعدها ولا يشترون من دمشق ولا " سوفنير " للذكرى ..
الحقيقة الخامسة من الإعلان المخيف ..
"تم تدمير نصف محطات الكهرباء بشكل ممنهج ..."
ولا بد تستوقفنا كلمة " ممنهج " فالمنهجة هي خاصة بمن يملكون القدرة على التخطيط والرصد والتنفيذ . المنهجية هي إنجاز روسي أسدي بامتياز في تدمير كل الأهداف الاستراتيجية الإقليمية على الساحة السورية .
الحقيقة السادسة من إعلان النصر الحكومي ..
"ويلحق بمحطات الكهرباء ، كما يعلن رئيس الوزراء ، خطوط المواصلات والنقل وباقي البنى التحتية ..!!"
والحقيقة السابعة من إعلان النصر :
"أن حكومة بشار الأسد تحتاج إلى200 مليون دولار شهريا لتغطية احتياجاتها النفطية." لإدارة آلة الحرب ربما ..
والحقيقة الثامنة من إعلان النصر المقيت ..
"أن الحكومة تحتاج إلى 400 مليار ليرة سورية لإعادة قطاع الغاز إلى العمل ..
الحقيقة التاسعة.,.."
ثم يمر رئيس الوزراء سريعا على الحاجة الرقمية للقيام بأعباء التعليم في مراحله الأساسي والعالي .
والحقيقة العاشرة من الاعتراف الخطير ..
حين يعرج عماد الخميس على تدهور سعر الليرة السورية ، فيكشف أن الحكومة قد اتخذت قرارها منذ فترة عدم التدخل في سعر الصرف . بمعنى تعويم الليرة . ورغم اعتماد الدولة على مايسمى الاقتصاد الموجه . إلا أن " رئيس مجلس الوزراء " يخلي مسئولية حكومته عن مصير الليرة السورية .
وبعد كل هذا العرض الرقمي المنقول يبقى لنا كلمتان :
الأولى هي : هذا وما خفي أعظم ..
وما خفي أعظم مع الاعتراف بحق السبق في العبارة لقناة الجزيرة.
ما خفي عن حال السوريين وأوضاعهم . عن الفقر والبطالة والصحة وتشقق المجتمع وانعدام الأمن وانتشار الخوف أعظم وأعظم وأعظم !!
ورئيس الوزراء الذي هوّل علينا أرقام التعليم والغاز والوقود لم يحدثنا أبدا عن الميزانية المهدورة على عتبات الأجهزة الأمنية وتبعاتها ....!!
لم يحدثنا عن الموانيء السورية التي تم بيعها وتأجيرها على طريقة البيع ..!!!
لم يحدثنا عن صكوك الديون والسندات التي ستستنزف ثروات الشعب السوري ربما على مدى قرن من الزمان ..!!
لم يحدثنا رئيس الوزراء عن الغرباء من الروس والإيرانيين الذين يعيثون فسادا على الأرض السورية !!
والكلمة الثانية : هل هو بيان مودع ؟!
واضح أن رئيس الحكومة يريد من هذا البيان أن يلقي معاذيره أمام مجلس الشعب . معاذيره ومعاذير حكومته وما يدور حولها ، وما ينتظر منها ..
أو لعله في الحقيقة بيان مودع .. رئيس الوزراء يعلم أن الذين يستخدمونه لن يعجبهم منه مثل هذا الإقرار !!
وربما يكون وراء الإقرار فرار