الحفاظ على هيبة الدولة...!!
يدور حوار فيما يسمى "مجلس الشعب" السوري، حول تجديد وتشديد العقوبة على ما يسمى في العرف القانوني المستحدث جريمة "النيل من هيبة الدولة" والتي تتراوح عقوبتها حسب المعمول به حاليا بين 3-5 سنوات. وكذا يتجادلون حول تعظيم الجرم المتعلق بإهانة "الموظف العام" وأعلى هرم هذه الفصيلة من المواطنين هو موقع رئاسة الجمهورية.
يناقش المجتمعون ممن يجب أن يكونوا نوابا للشعب أمرَ تغليظ هذه العقوبات، في ظل أمرين اثنين: الأول: انتشار وسائل التواصل "السوشيال ميديا" حيث أصبح من السهل على الفرد أن يتكئ على أريكته فينفث ما يشاء، فيطير نفثه في الآفاق. والثاني اتساع الخرق على الناس في دور الدولة الممثلة في -الحكومة أو السلطة- مما يستدعي تغليظ العقوبات مهما تعارض هذا مع ما يسمى حرية الرأي والتعبير. فنحن في عصر سوري انحصرت فيه حرية الرأي والتعبير فقط في حق من هب ودب في الاعتداء على ذات الله بأسمائه وصفاته، وعلى الأديان والإسلام منها بشكل خاص والمسلمين بشكل أخص، ثم تمت صياغة القوانيين المقولبة التي تصون كل دوائر الاستبداد والفساد تحت أشكال من زخرف القول غرورا...
بالنسبة إلينا كسوريين نحن أيضا حريصون على "هيبة الدولة" دولتنا التي بنيناها وحميناها، والتي نريدها أن تكون كأنها "شامة بين الدول" وليست دائما في آخر سلم المكرمات. وهذا لن يكون بعقوبة يفرضها قانون!!
لكي نحافظ على هيبة الدولة السورية يجب أن لا تتلقى هذه الدولة اللطمات على مرأى العالم في الصباح والمساء. وكلما لطم الصهيوني لقيّم الدولة قفا بادر إلى لطم ناس الدولة مرة في معرة النعمان ومرة في معارة النعسان...!!
لكي نحافظ على هيبة الدولة يجب أن ننسخ شرعة تقسيم المواطنين إلى "متجانسين وغير متجانسين" ونمسخ من قال بذلك أو دعا إليه، ثم نقول للسوريين هذه بلادكم فاسكنوها ثم اعمروها، وارجعوا إلى حلمكم الوطني الجميل غير خزايا ولا نادمين..
لكي نحافظ على هيبة الدولة يجب أن لا يقتل سوري برصاصة دفع ثمنها من كد جبينه، وأن لا يسجن سوري لأن له في مختار حيه رأيا مختلفا، وأن لا يجوع سوري ولا يعرى ولا يضحى ..!!
هيبة الدولة...حمى مقدس وليس "قبلقا" روسيا ولا عمامة سوداء. كل عمائمنا في الشام كانت وستبقى بيضاء...
هيبة الدولة وبالأمس كانت نصف "الحكومة الأسدية" في السفارة الإيرانية تحتفل بثورة الولي الفقيه.
وهيبة الموظف العام ستكون مصانة عندما يتوقف الموظف العام عن تقديم الخدمات للمواطنين تحت عنوان "ادفع بالتي هي أحسن" يحرفون الكلم عن مواضعه، ويؤولون كتاب الله حسبما يشتهون. أرايتم صورة بشار الأسد يدفعه العسكري الروسي بصدره عن موازة سيده بوتين، هكذا تنتهك هيبة الدولة وليس بكلمة عابرة في تغريدة مواطن مجروح...
في كل وقائع الخطف وطلب الفدية، تقف الدول والحكومات ومؤسسات الأمن ضد توجه أولياء المخطوف لدفع الفدية، ويتعهدون بإنقاذ المخطوف. ليحافظوا على هيبتهم، في سورية وحدها التي يتحدث برلمانيوها عن استعادة "عذريتها" أعانت وزارة الداخلية الخاطفين، وهنأت أولياء الطفل المخطوف لأنهم نجحوا في جمع الفدية ودفعها!!