الانبهار !!
أنا منبهر في سياق هذه الثورة المباركة، بشجاعة الثائر السوري الفرد وصبره وثباته وجرأته، منبهر باستعداده للتضحية، وبقدرته على الصمود، وبذهابه بعيدا في معركة التحدي، بحيث لم يستطع حتى الآن أن يلين عزيمته أحد!! وأعتقد أنه لن يستطيع…ما زال يستمد من الله.
أتذكر الموقف الرسمي الإنساني والدولي لامبراطور اليابان، يوم خرج على العالم يعلن استسلام بلاده بعد فجيعتي هيروشيما وناغازاكي، ومع أنني أتفهم الأبعاد الإنسانية والمسئولية التاريخية لقرار هذا الامبراطور ، ؛ إلا أنني أقول: إن الشعب السوري متمثلا في الجمهور الذي واجه السارين والكلور والفراغي والارتجاجي والبراميل القاتلة الغبية، بأحجام تراكمية، أكبر بعشرات المرات من حجم القنبلتين الأمريكيتين، وعلى ساحة من الجغرافيا والدايمغرافيا، أوسع بكثير من مساحة المدينتين اليابانيتين المنكوبتين، وبأعداد من الضحايا تحت النار، وفي معسكرات الهولكست الأسدي؛ إلا أننا لم نسمع أي مدينة أو بلدة أو قرية سورية تخرج رافعة راية استسلامها، كما فعل امبراطور اليابان، أو تعرب عن رغبتها في الوصول إلى تسوية من نوع ما… لم نسمع ذلك من مدينة أو بلدة أو قرية.. ولا من أم ولا أب ولا أخت ولا أخ..
وكلما أمعن الطغاة، طبقا عن طبق، في التدمير والقتل؛ ازداد هؤلاء السوريون المقصودون بالإبادة الممنهجة، رفضا وإبا وتمسكا بحقهم في عيش كريم.
في الحرب العالمية الثانية، كان العالم منقسما إلى محورين، وحتى الذين مورس عليهم الهولكسوت النازي بكل بشاعته، كان لهم حليف دولي يناصرهم، ويدفع عنهم ويتبناهم حقا وحقيقة؛ في الحرب على الشعب السوري، كان العالم إلباً واحدا، ضدهم، في ممارسة الحرب أو في إحكام الطوق، أو في الخداع والتغرير على طريقة فعل الشيطان بأبويهم يوم (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ)
كل هذا مع طريقة ظريفة في توزع الأدوار. ومع كل موقف ادعى أصحابه صداقة الشعب السوري، كان هناك أكمة، ودائما كان وراء الأكمة ما وراءها، حتى في التعامل مع قضايا اللاجئين اخترع بعض الناس لقب الضيوف، ووظفوا مصطلح "المهاجرين والأنصار" وفي ذلك ايضا كانت أكمة، وكان وراء الأكمة ما وراءها..!! (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)
كماشة مثلثة الرؤوس
أحكمت قبضتها على جمهور عزيز كريم أعزل، فأمعنت في تنفيذ مخططاتها طبقات وأدوارا، وكان لكل طبقة دورها وجهدها وتوقيتها وتوقيت الكشف عن أوراقها" ولكل (نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ)…
طبقة دولية ويشترك فيها الأمريكيون والروس وحلفاؤهم ، وينخرطون فيها جميعا على مستويات: التخطيط والدعم والتنفيذ…
حتى الموك والموم كانتا جزء من المؤامرة المحبوكة مثل الحبل المجدول.
وطبقة إقليمية يباشر حراكها الصهاينة والصفويون، وكل من سنقع في الحرج لو دعوناهم بأسمائهم ..
ثم المجرم الأداة الذي قيل له كن فكان، بكل مظهر القبح الذي نرى والذي يزعمون أنه قابل للتجميل..
ومع كل ما مر
يزداد هؤلاء السوريون يوما بعد يوم، رفضا وإباء، وما زالت ساحة رفضهم وإبائهم تتسع وتمتد..
أحيانا يبدو للإنسان لأسباب إنسانية بحتة، أن يبدئ ويعيد في واقع كثر في الخادل، وقل فيه الناصر. فيجد أن الذين يظن أنه يشفق علبهم أكبر عزما وأكثر تصميما…
اللهم إنهم قد علموا يقينا أنهم لا ناصر لهم إلا أنت
وتقطعت أسبابهم إلا منك، وقالوا عنهم إنهم قد غرهم إيمانهم بك..
يا ناصر المستضعفين..ومن قبل كان بهرنا بصبر سيدتنا سمية وزنيرة وسادتنا ياسر وبلال وعمار أكبر
والله أكبر ولله الحمد